المنطق في زمان الكورونا
بقلم وفاء بدري
مع أزمة كورونا “كوفيد19” تعالت أصوات الإشادة و التنويه بأجهزة الدولة، و حتى لا يتهمنا احد بالعدمية اقول لسنا ضد ثقافة الاعتراف لكن يجب ممارستها بحس نقدي وفق ما تربينا عليه من أدبيات التحليل الملموس للواقع الملموس.
اقول و بحسرة اني ارى بعض “مناضلي” يسارنا ممن فقدوا البوصلة في زمن الرخاء فلا عجب أن ينبطحوا في زمن الشدة يسارعون لتجميل العدو الطبقي بمساحيق منتهية الصلاحية مما يجعل الكل يبدو أشد بشاعة.
في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات التهليل بالإنجازات العظيمة اتساءل لماذا لا يجرء أحدهم على ادانة التدبير المرتبك و العبثي لهذه الازمة؟! او على الأقل انتقادها؟
الحقيقة مؤلمة جدا لكن الواقع أن التيه و الضياع اصبحا عنوان المرحلة بامتياز، مما دفع ببعض يتامى اليسار إلى التنويه بالمقاربة الأمنية و مستعدين للانخراط في لجان…!!! دون تكليف أنفسهم عناء التساؤل، هذه اللجان ستعمل استنادا لأي مقاربة و منهجية و مرجعية؟؟
حملات بهرجة يقودها خدام الدولة الجدد بخطاب المدح، و لا أحد يتساءل عن غياب الجرأة لدى الدولة لإغلاق الشركات الكبرى و لو لأسبوع، وهي شركات تشغل عشرات الآلاف في اكتضاض يضرب عمق الاحترازات عرض الحائط، سواء في العمل أو في وسائل النقل. لكن بالمقابل نجد استقواء المقدمين و أعوان السلطة و تنمرهم على الحرفيين و الباعة الصغار. كالفرناتشي و النجار و الاسكافي…لإغلاق محلاتهم التي تضمن قوتهم اليومي رغم أنهم يشتغلون في محلاتهم وحدهم و لا ازدحام و لا اكتضاض لديهم.
لا أحد تحدث عن تهافت قنوات “الاعلام” على تصوير المواطنين و ترويضهم للتنازل عن كرامتهم، مقابل تسليمهم دراهم لن تفي حتى بسد حاجيات بطونهم. بالاضافة للتسابق نحو تصوير اي سرير مهترئ تم نقله من هنا الى هناك بدعوى تجهيز المستشفيات -فين كنتو من زمان عاد بغيتو تجهزوا- و اكيد لن انسى تصوير اي عملية دعم و تحقير مستلميها بعرضهم يهللون و يمدحون.
يا رفاق الأمس تذكروا جيدا الدولة طبقية و ستظل كذلك، تلعب على الوقت و لا ترغب بصرف او استثمار أموال طائلةعلى حساب لجم الناس، و تنتظر تطورات الامر.
متى كانت الاختيارات الاستراتيجية على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و الصحي….للدولة شعبية و ديموقراطية؟ حتى تتوهموا انها ستكون كذلك اليوم؟؟!!
التعليقات مغلقة.