عودة الهدوء لغزة بعد 3 أيام من التصعيد الإسرائيلي

1٬892

عادت الحياة تدريجيا إلى طبيعتها في قطاع غزة، صباح الإثنين، بعد ثلاثة أيام من التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي أسفر عن “استشهاد” 44 شخصا، وتضرر مئات الوحدات السكنية، بحسب بيانات أعلنتها السلطات الحكومية الفلسطينية.

يأتي ذلك بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين حركة الجهاد الإسلامي بغزة وإسرائيل، بوساطة مصرية، حيز التنفيذ، مساء الأحد.

وعلى مدار الثلاثة أيام الماضية، شن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية بدأها الجمعة، ضد حركة “الجهاد الإسلامي”.

في المقابل، أطلقت “سرايا القدس”، الجناح المسلح لحركة الجهاد، رشقات صاروخية، وقذائف هاون باتجاه المواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع.

وألحقت العملية الإسرائيلية أضرارا بالمباني والوحدات السكنية، حيث قال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان الأحد، إن “العدوان” خلّف أضرارا لحقت بـما يقارب بـ1500 وحدة سكنية منها 16 وحدة دمرت كليا، و71 وحدة باتت غير صالحة للسكن، و1400 وحدة تضررت جزئيا ما بين بليغ ومتوسط.

وتشهد شوارع المدن في القطاع، منذ ساعات الصباح الباكر، حركة نشطة للسكان والمركبات، بعد أن خلت بشكل شبه كامل على مدار الأيام الثلاثة الماضية.

وبدأ المواطنون الذين هُدمت منازلهم، أو تضررت، بتفقدها، تمهيدا لترميمها أو إعادة بنائها.

كما فَتحت المحال التجارية وبعض المؤسسات الأهلية والخاصة والمؤسسات المصرفية، أبوابها مُجددا لاستقبال الزبائن والمُراجعين.

وفي السياق، أعلنت بعض المؤسسات التعليمية عن عودة الدوام الإداري لديها.

وأعادت إسرائيل، صباح الإثنين، فتح المعابر التي تربطها بقطاع غزة، بشكل جزئي.

وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، على صفحته في موقع فيس بوك: “نعلمكم اعتبارا من صباح الإثنين، سيتم فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة أمام الحالات الإنسانية”.

وأضاف في تصريحه: “فتح المعابر والعودة للدوام العادي سوف يُتاح لاحقا بناء على تقييم الأوضاع، وطالما يتم الحفاظ على الهدوء الأمني في المنطقة”.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد أغلقت معبري كرم أبو سالم التجاري (جنوب)، وبيت حانون “إيرز” (شمال)، الثلاثاء الماضي، لدواع قالت إنها “أمنية”، في أعقاب اعتقال القيادي في الجهاد الإسلامي بسّام السعدي بالضفة الغربية.

وتسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم، بتوقّف محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة عن العمل بشكل كامل، لعدم التمكّن من إدخال الوقود اللازم لتشغيلها، وفق سلطة الطاقة بغزة، السبت.

وقالت سلطة الطاقة، في بيانها آنذاك: “سيتم تخفيض عدد ساعات وصل الكهرباء إلى 4 ساعات، مقابل 12 ساعة فصل، جراء توقّف محطة توليد الكهرباء عن العمل”.

لكن مع فتح المعبر، بدأت شاحنات الوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء بالدخول إلى القطاع، وسط توقعات بعودة الكهرباء إلى العمل وفق النظام السابق (8 ساعات وصل، مقابل 8 ساعات فصل).

وتقول سهير زقوت، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، إن “التوصل لوقف إطلاق نار في القطاع، يعطي المجال لسكان غزة، والعائلات، بلملمة جراحها والبدء بإعادة بناء حياتهم والعودة لشكل الحياة الطبيعية”.

وأضافت في حديثها لوكالة الأناضول: “الحياة في غزة، قبل الأيام الثلاثة لم تكن أصلا طبيعية (بسبب الحصار والحروب)، فقد مرّ السكان بأربعة حروب، آخرها كانت حرب مايو (أيار 2021)التي لم تُنس بعد”.

وأردفت: “في الأيام الماضية عاش الفلسطينيون أحداثا أليمة مُجددا، بذكريات أليمة، المدنيون هم دائما من يدفعون الثمن”.

وأوضحت زقوت أن الأولوية اليوم يجب أن تُمنح “لمُقدمي الخدمات الأساسية وتمكينهم من العودة لتقديم الخدمات، خاصة إدخال الوقود لمحطة توليد الكهرباء لتشغيل المستشفيات وضمان عودة المياه”، لافتا إلى أن “الصليب الأحمر” يتابع دعم ذلك وفق برامجه.

وأشارت إلى أن اللجنة “ستعمل على توثيق الأحداث بغزة، كما تفعل بعد كل تصعيد عسكري، للحوار مع الطرف المعني، وذلك بعد التوصّل لقراءة خاصة باللجنة بناء على مقابلات”.

ولفتت إلى أن اللجنة الدولية “تبرعت، الأحد، بعد زيارة ميدانية أجرتها لتجمّع الشفاء الطبي، بمستلزمات طبية لنحو 50 جريحا أصيبوا بجراح خطيرة، خلال الأيام الثلاثة الماضية”

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد