أضرار النيران تهدد السياحة الجبلية في كتامة
موسم صعب ينتظر منطقة كتامة على المستوى السياحي بعد الحرائق التي نشبت في قمتي تدغين وأغاندرو، أعلى جبال الريف الغربي وإحدى الوجهات المعروفة لهواة السياحة الجبلية في المغرب بفضل أشجار الأرز والبلوط والهواء العليل.
ووفق آخر البيانات؛ اندلعت النيران في مساحة 65 هكتارا بمنطقة كتامة بإقليم الحسيمة، ملحقة أضرارا ملموسة بالغابات وأشجار الأرز والبلوط، طالب معها السكان بتخليف المنطقة قبل حلول فصل الشتاء المقبل.
ومنذ مدة ليست بالقصيرة اشتهرت قمة تدغين في منطقة كتامة بمؤهلاتها السياحية الكبيرة، ثم التحقت بها كذلك قمة أغاندرو التي شيد بها منتجع سياحي هذه السنة كما رسمت طريق جبلية للوصول إليها، لكن تضررها الكبير من جراء الحرائق يجعل شهرتها على المحك.
عبد اللطيف دريوش، فاعل مدني في منطقة كتامة، كشف أن مسار الحريق انطلق من جبل أغاندرو وتم إخماده بفضل تضافر جهود السكان والسلطات، قبل أن تشتعل النيران في منطقة تالغومت وتنتقل منها صوب جبل تدغين.
وقال دريوش، في تصريح إعلامي، إن الحريق نشب في سفح جبل تدغين مباشرة، ما شكل صدمة حقيقية للسكان، مبرزا أن الرأي العام المحلي يرجح فرضية تورط فاعلين في ذلك، وأوضح أن “الحريق متوسط الحجم وأضر بأشجار البلوط والأرز”.
وسجل المتحدث أنه “وفقا للمعطيات الأولية، فقد أتى الحريق على 65 هكتارا من المساحة الغابوية”، معتبرا أن “استمرار الخطر يهدد رئة المنطقة كاملة والمياه الجوفية والسطحية التي يعتمد عليها السكان لسقي زراعة الكيف”.
وتابع دريوش بأن “السياحة هي الأخرى ستتضرر في جبل تدغين؛ فالمحفز الوحيد لاستقطاب السياح هو الغابة والأجواء الطبيعية التي توفرها المنطقة”، وزاد أن “المجتمع المدني بكتامة بدأ مراحل التعريف بالقمة لجعلها بديلا عن زراعة الكيف، لكن الحرائق قد تفسد كل شيء”.
محمد أغزوت، الكاتب العام لجمعية أسيف تدغين، قال إن “الحريق في جبل تدغين اندلع ليلا. وإلى حدود الساعة، لم يكشف حجم المساحة المحروقة”، مؤكدا أن الضرر الكبير لحق بجبل أغاندرو، ثالث أعلى قمة في المنطقة بعد تدغين وبوكزين.
وأضاف أغزوت، في تصريح صحفي، أن “حريق تدغين أضر بشجر البلوط، فيما مس الأرز والقيقب كذلك في جبل أغاندرو”، متوقعا تضرر المنطقة كثيرا من الناحية السياحية رغم الحملة الترويجية التي خاضها السكان.
وأشار المتحدث إلى أن “السكان يشكون في أسباب الحرائق؛ فالمعتاد هو حرائق معزولة، لكن هذه المرة مست النيران مساحات كبيرة، ما يجعل فرضية العنصر البشري مطروحة، خصوصا كذلك أمام اندلاعها في مناطق مختلفة وبعيدة”.
التعليقات مغلقة.