من تشرشل إلى لولا.. فن العودة إلى السياسة

من تشرشل إلى لولا.. فن العودة إلى السياسة
2٬281

على غرار لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي انتخب أمس الأحد 30 أكتبر، مجددا رئيسا للبرازيل لولاية ثالثة بعد أربع سنوات على دخوله السجن بطريقة مثيرة للجدل بسبب شبهات فساد، حقق قادة سياسيون آخرون عودة غير متوقعة إلى الساحة السياسية.

قبل أن يصبح أحد اكثر الشخصيات تأثيرا خلال الحرب العالمية الثانية، اضطر وينستون تشرشل على الاستقالة من قيادة البحرية البريطانية العام 1915 بعد الاخفاق في حملة الدردنيل (غاليبولي) التي سقط فيها عشرات آلاف الجنود.

إلا انه استعاد منصبه بعد 25 عاما على ذلك بعيد اجتياح ألمانيا النازية لبولندا في الأول من شتنبر 1939. وكان رئيسا للحكومة البريطانية الائتلافية طوال الحرب العالمية الثانية وشحن طاقات البلاد من خلال خطاباته الحماسية. بعد الحرب عرف تشرشل انتكاسة سياسية جديدة، لكنه عاد إلى السلطة في العام 1951 في سن السادسة والسبعين.

رأس شارل ديغول صاحب النداء الشهير في 18 يونيو 1940، الحكومة الموقتة للجمهورية الفنرسية التي تشكلت في فرنسا بعد تحرير باريس في غشت 1944.

لكنه استقال في العام 1946 لعجزه عن توحيد رؤية الأحزاب الرئيسية وتحركها. وانسحب حتى من الحياة السياسية بالكامل بعد فشل تجمع الشعب الفرنسي في الانتخابات البلدية العام 1953.

إلا أنه شانه في ذلك شأن تشرشل، عاد إلى مقدم الساحة بعد سنوات قليلة. ففي الأول من يونيو 1958 وبعد تمرد الجزائر في 13 ماي استعان الرئيس الفرنسي رينيه كوتي بديغول الذي كلف تشكيل أول حكومة في ظل الجمهورية الرابعة. وغادر السياسية نهائيا في أبريل 1969 بعد فشل استفتاء حول اصلاح مجلس الشيوخ واللامركزية. ب

عدما شغل مناصب حكومية عدة في ظل الديكتاتورية العسكرية الأرجنتينية، انتخب خوان بيورن رئيسا العام 1946 وأعيد انتخابه في 1951. وأصبح سياسيا يتمتع ببعد أسطوري في تاريخ الارجنتين وقد عززت مكانته هذه اناقة وهالة زوجته الممثلة إيفيتا.

وتمتع الزوجان اللذان اسسا الحركة البيرونية بشعبية واسعة لكن انقلابا عسكريا أطاح بهما العام 1955. وانتقل خوان بيورن للعيش في المنفى في باراغواي ومن ثم مدريد. عاد إلى الأرجنتين عودة الأبطال في ونيو 1973 حيث أعيد انتخابه في شتنبر لولاية ثالثة بعد 18 عاما على مغادرته البلاد لكنه توفي بعد أقل نن سنة على ذلك.

أقيل دينغ كسياوبينغ مهندس الصين الحديثة ما مهد الطريق أمامها لتصبح القوة الاقتصادية الكبيرة في القرن الحادي والعشرين، مرات عدة. عين في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في 1945 وعرف صعودا صاروخيا بعد اعتماد النظام الشيوعي في البلاد العام 1949. لكن خلال الثورة الثقافية (1966-1976) اتهم ب”سلوك الطريق الرأسمالية” وأرسل للعمل كفني مكانيكي في الأقاليم.

في العام 1973 أصبح مجددا نائبا لرئيس الوزراء ومن ثم رئيس أركان الجيوش الصينية. إلا أنه مع وفاة رئيس الوزراء شو إنلاي في يناير 1976 أقيل من جديد “لانحرافه يمينا”. وعاد إلى السلطة في 1978 وأطلق سياسة إصلاحات وانفتاح اقتصادي.

فازت زعيمة المعارضة البورمية بالانتخابات في ماي 1990 إلا أن النظام العسكري رفض تسليمها السلطة. أمضت أونغ سان سو تشي 15 عاما في الإقامة الجبرية في دارتها العائلية في رانغون. وأصبحت رئيسة للوزراء في 2016 إثر فوز حزبها في أول انتخابات حرة منذ ربع قرن. إلا أن انقلابا عسكريا جديدا حصل في فبراير 2021. واعتقلت أونغ سان سوت شي في زنزانة انفرادية في سجن في نايبياداو.

منذ العام 1994 حكم سيلفيو برلوسكوني إيطاليا ثلاث مرات فيما تتماهى مسيرته مع تاريخ البلاد السياسي في السنوات الثلاثين الأخيرة. في سن السادسة والثمانين ورغم الفضائح الجنسية والمحاكمة التي لطخت سمعته، عاد برلوسكوني مرة جديد مع إعادة انتخابه عضوا في مجلس الشيوخ على رأس أحد أحزاب الائتلاف الذي يقوده اليمين المتطرف الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة نهاية سبتمبر الماضي.

 

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد