المسجد الاقصى و أمن الشرق الأوسط
بقلم زكرياء الروضي
شهد العالم يوم الأربعاء الماضي الوحشية و الهمجية التي استخدمتها القوات الإسرائيلية في هجومها على المصلين العزل، في خرق سافر للقوانين الدولية، وهذا كان له رد فعل في عدة دول و مؤسسات دولية، لكنها إدانات محتشمة ولا ترقى لخطورة الوضع الذي أصبح عليه المسجد الاقصى وما حوله، من جرائم ممنهجة ترتكبها إسرائيل بكل حرية دون حسيب ولا رقيب، ضد أناس عُزل ذنبهم الوحيد أنهم هبوا لممارسة شعائرهم. هذه التدخلات كانت لها رد فعل من فصائل المقاومة في فلسطين من داخل قطاع غزة و على تخوم لبنان المحادية للأراضي الفلسطينية. وهذا الوضع المتأجج يمكن أن يتطور لحرب و مواجهة مباشرة مع إسرائيل من طرف فصائل المقاومة.
فهل هذه الانتهاكات المتكررة و الطافحة عن اللزوم يمكن أن تعيد النظر لبعض الدول العربية بأخد مواقع جديدة و مواقف مغايرة للتي كانت تضع فيها إسرائيل في السنوات القليلة الماضية ؟ أيمكن لمثل هذه الخروقات و الانتهاكات المتكررة، أن تأجج الوضع في المنطقة و تتدحرج لحرب إقليمية تعصف بالسلم و استقرار المنطقة برمتها؟ وهل التقارب الأخير بين السعودية و إيران بمباركة الصين و روسيا يمكنه أن يشدد الخناق على رقبة إسرائيل و إدخالها في ارتباك و تأهب غير مسبوق؟
لاشك أن جل الدول العربية والإسلامية تأخد من القضية الفلسطينية حبل انتماء إلى العروبة و محافظة على المقدسات الدينية. فهناك دول عربية تتبرقع بهذه اليافطة من أجل أجنداتها السياسية لكي لا تقع في عزلة و نبذ في الداخل والخارج، أو في تدافع مع هذا أو ذاك. وهناك أيضا دولا عربية تحاول أن تحافظ على توازناتها السياسي و الإقليمي و الدولي، فتلجأ إلى الدبلوماسية لما يخدم توجهاتها و مصالحها مع جميع الأطراف، لكن هذا التقارب حسب معطيات بعض الخبراء، ربما لن تكون من وراءه عوائد حقيقية تعود بالنفع على أصحابها.
إن هذه الاستفزازات المتكررة و التي لن تنتهي عند حد معين، لاشك أنها تنذر بحرب كبيرة في يوم من الأيام. الجميع يعلم مند اندلاع أحداث الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط تحديدا، وقعت تغيرات كبيرة في المنطقة، تمخض عنها بناء تحالف كبير تقوده إيران في شخص الحرس الثوري، و يشترك فيه كذلك كل من حزب الله في لبنان، حركة حماس و فصائل فلسطينية أخرى، النظام السوري، أنصار الله في اليمن، الحشد الشعبي و حزب الله العراقي في العراق. وكل هذه الفصائل مناوئة لإسرائيل وقريبة جدا من بعضها البعض جغرافيا و حتى من الأراضي الفلسطينية كذلك.
إذن فكل خطوة غير محسوبة من هذا أو ذاك، يمكن أن تتحول لحرب شاملة تشعل المنطقة و تدخلها في سيناريوهات غير محسوبة العواقب.
التعليقات مغلقة.