الريف المغربي أكبر من مؤامرة عسكر الجزائر

263٬948

إن عملية تجييش الكتل البشرية، عبر التاريخ، حول عُصاب جماعي، يمكن أن تنجح لمدة قصيرة، لكنها سرعان ما تنهار مع تفكك المعادلات الهشة لتضليل الجماهير.

نسوق في نفس المنطق، نموذج داعش، حيث جيشت جمهورا من الأتباع لفترة من الزمن، على قاعدة رابطة الدم والدين، فكانت آلية حشد الناس باستهداف ضعاف النفوس الهشة، بإغراءات بعقد دنيوي بالجنة من جهة، وأجر باذخ من جهة أخرى لا توفره الأوطان الأصلية، فيكون عقد الاستعباد هذا مزدوجا بين تجييش رابطة الدم واستمالة رغبات الجشع المالي.

لقد اختار عسكر الجزائر، بعد عدة محاولات فاشلة لهز أركان استقرار المغرب، أن ينهل من نفس منظومة الاستقطاب الداعشي، باستعمال نفس الرابطة، بثنائية مشابهة لكنها مختلفة نسبيا، لقد هدتهم رعونتهم لتحريك عصبية الدم والعرق، لتجييش جزء من المُضَلَّلين على قاعدة الجغرافية والإثنية، وبيع أوهام الاستقلال بتزييف التاريخ، وكذا شراء الذمم بالبترودولار المرادي بالطبع.

إن الجريمة التي أقدم عليها معتوهو عسكر الجزائر، بتسويق احتضانهم لمرتزقة باسم “جمهورية الريف”، وفتح مكتب لهم بالجزائر، كنوع من العرقلة ب “وضع حجر في حذاء المغرب”، كما كان يحلو لبومدين أن يقول، يمكن أن تكون نوعا من فتح باب جهنم على الجزائر أكثر من المغرب. فمهما كانت الإغراءات لمن تم تجييشهم وهم على رؤوس الأصابع من مغاربة في هولاندا، إسبانيا، فرنسا،.. والرهانات الخاطئة على هاته الخطوة الحمقاء، والتي لن يكتب لها النجاح، فإنه لا محالة برميل بارود أولا وقبل كل شيء بمنطقة القبائل، وإذا كُتِبَ لباب الجحيم أن يُفتح في تزي وزو، فلن ينتهي إلا بتفكيك الجسد الجزائري، وبنفس ثنائية الدم والعرق.

إن المسيرة الحاشدة التي نظمها المغاربة يوم 11 يونيو 2017 بالرباط، تضامنا مع الحراك بالحسيمة، كانت تحت شعار: “وطن واحد، شعب واحد ضد الحكرة”، والتي كانت في مقدمتها أمهات وأسر معتقلي الحراك، والشعار كان تكثيفا لوحدة المغاربة، كشعب واحد وموحد ضد كل أنواع تشويه كنه الحراك، ومطالبه الاجتماعية العادلة، المسيرة التي جمعت كل المغاربة بكل انتماءاتهم وأصولهم الجغرافية على كلمة واحدة، نحن وطن واحد بتعدد مطالبنا المجالية التي نساند بعضنا على تحقيقها كشعب واحد، بدون السماح لكل بروباكاندات التفرقة بأن تعشش وسطنا.

وكدليل على أن فقاعة عسكر الجزائر لتفريق وحدة المغاربة ولدت ميتة، رغم تصريح هذا المكتب الصوري الانفصالي أنه يمثل كل الريفيين، فإن معتقلي الحراك، رغم معاناتهم بفقدان حريتهم من أجل إخراج منطقة الحسيمة من التهميش، فإنهم كانوا في غاية الوضوح بإدانة مؤامرات زعماء الورق، لما يسمى “جمهورية اللايف” بالخارج، والرفض المطلق لأي تدخل لعسكر الجزائر بين أبناء الوطن بالمغرب. وهو مدخل أساسي لإغلاق ملف هذا الاعتقال، بإطلاق سراحهم، وتصفية الأجواء بين أبناء الوطن، صونا للوحدة الداخلية، ولإفشال ترهات قصر المرادية في المهد.

ملحوظات لها علاقة بما سبق:
– لم يُسجَّل في كل أرشيف القائد الكبير بن عبد الكريم الخطابي أن تحدث عن جمهورية الريف، بل هو مصطلح مستحدث، على قاعدة العرق والدم لمآرب شخصية تتوهم تفكيك وحدة المغرب.
– ماذا لو وجد الجنرال الجزائري جبار مهنا نفسه أمام شاب أمه من الحسيمة وأبوه من العيون، فأين سينوي تجييشه !!؟ بتندوف أو جمهورية اللايف.

منعم وحتي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد