جماعة أوريكا تحول الغابة الى مقبرة للأزبال

الصورة من الأرشيف
114٬115

 

يحدث هذا في بلد، يقال و يحكى و العهدة على الرواة في نقل الأكاذيب و التجاوزات، أنه بلد قطع أشواطا على درب التحضر و التمدن و التطور، و انه يمشي بخطى ثابتة نحو اللحاق بدرب الدول المتقدمة، و أنه أصبح قوة اقتصادية و قطبا سياحيا يحج اليه كل من طلب معانقة جمال الطبيعة و حسن الضيافة و السخاء في الكرم و طيب المعاملات، الا أنه، و العهدة هذه المرة على العين التي رأت و الأنف الذي التقط مختلف الروائح الكريهة، و القلب الذي آلمه صور الأزبال التي أصبحت تؤثث المشهد العام لمنطقة أوريكا، أن الوضع البيئي ينذر بكارثة، تهدد الطبيعة كما البشر.

يا أهل الدار، و يا صناع القرار، و ندائي هذا أوجهه لكل من لايزال في قلبه جرعة من الإنسانية و من حب هذا الوطن، كيف يعقل أن تحولوا الغابة المجاورة لمنطقة ” دوار توريرت ـ دوار أخليج ” الى مقبرة للأزبال التي يتم جمعها من كل التراب الجماعي لأوريكا، و تحمل بعد منتصف الليل، و تأتون بها خلسة عبر شاحنات الجماعة، ترمى في حفر ضخمة و سحيقة، ثم يتم طمرها بالتراب بواسطة جرافة تبقى مرابطة بعين المكان ليل نهار، متأهبة لاستقبال الازبال /أزبالكم، تدفنونها، و تدفنون معها الضمير الإنساني، و الضمير الجمالي الطبيعي، كما تدفنون ضميركم المنتخب “المسؤول “.

كيف يعقل لجماعة ترابية، و للقسم المفوض له تدبير قطاع النظافة التدبير الحسن، أن يتخذ هذا القرار الخطير، قرار تدمير البيئة، و تدمير صحة الانسان ؟ من هذا العالم الذي أوصى بتحويل الغابة الى مقبرة لنفايات جماعة أوريكا ؟ أنا شخصيا أشك في سلامة عقولكم، و أشك في وطنيتكم، فالوطني الصادق العاشق لوطنه لا يمكن أن ينحو منحى الضرر به و بسلامة مواطنيه، أشك أن يكون لديكم جرعة عقل أو جرعة مواطنة .

لقد تم انتخابكم لكي تخدموا هذه الرقعة الترابية، لا لكي تدمروها و تدمروا بداخلنا كل ما هو جميل في هذه المنطقة التي كانت فيما مضى، قبل جرائمكم البيئية، محجا لكل عاشق للطبيعة الساحرة، و قد تم انتخابكم لكي تكونوا سفراء فوق العادة للبيئة و المحافظة عليها من أي تدخل أرعن كتدخلكم ،و انكم بذلك تكونوا قد ضربتم عرض الحائط بكل المواثيق الوطنية و الدولية البيئية، خالفتم التزامات المغرب و تعهده من خلال مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي رئيستها الأميرة لالة حسناء بقمة ” ريو “، 92 ـ 2012 أمام المنتظم الدولي للبيئة.

و أني ها هنا و من خلال هذا النداء، نداء الكرامة و الوطنية، نداء مواطن يعشق وطنه و يغير على تربته، أتوجه لكل الضمائر الحية في هذا الوطن العزيز، و في منطقة أوريكا تحديدا، عدم السكوت عن هذه المجازر التي تم ارتكابها ضد البيئة و ضد الطبيعة و ضد المواطن الأوريكي، كما أتوجه بندائي هذا الى مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة لكي يتدخلوا من أجبل إيقاف هذا النزيف البيئي الظالم و الغاشم الذي أحل بمنطقة أوريكا بسكانها و بطبيعتها.

و كما أوجه ندائي هذا لكل الجمعيات البيئية و للمجتمع المدني عامة، أن يتصدوا بكل الطرق القانونية لهذه المهزلة التي ارتكبتها و ترتكبها جماعة أوريكا، و على السلطات التدخل الفوري لإيجاد الحل العاجل و الفوري، حتى لا يتفاقم الوضع البيئي الى ما لا تحمد عقباه.

و في ختام هذا النداء أقول لرئيس جماعة أوريكا، يجب أن تعي و تعلم أننا نعيش في بلاد القانون و المؤسسات، و لا يمكن لأي كان، مهما كبر شأنه و عظم مركزه فلا يمكن أن يوهم نفسه أنه فوق القانون، و يجب عليك أن تتحرك لإيقاف هذه الجرائم البيئية التي ارتكبتموها ضدا في الصحة البيئية و الإنسانية.

أقول قولي هذا، أستغفر الله لي و لا أستغفره لكم.

علي مفتاح

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد