مكناس.. حيث تُضاء الأحياء بنور الولاءات
في مدينة مكناس العريقة، حيث الأسوار تحكي قصص الماضي، والأضواء تروي حكايات الحاضر، يبدو أن الإنارة العمومية قد اختارت أن تتبع منهجا جديدا في التوزيع، فلم تعد تعتمد على مقاييس الفيزياء والهندسة، بل على مقاييس الولاء والمحسوبية.
في هذه المدينة، يتم توزيع الضوء ليس بحسب حاجة الشوارع والأزقة، بل بحسب مدى قربها من قلب المسؤولين. فالأحياء الموالية تنعم بنور يشبه نور النهار، بينما تغرق الأحياء “المعارضة” في ظلام يشبه ظلام القبور.
وقد أثار هذا الوضع استياء السكان، الذين بدأوا يتساءلون إن كان عليهم أن يرسلوا رسائل الولاء والحب للمسؤولين ليحظوا ببعض الضوء، أو أن يبدأوا في تعلم فنون العيش في الظلام.
وفي خضم هذه الأحداث، وجه عامل عمالة مكناس، السيد عبد الغني الصبار، رسالة إلى رئيس المجلس يطالب فيها بتوزيع الضوء بشكل عادل ومنصف، وفق مقاييس تقنية وإدارية واضحة، تجسد روح الدستور المغربي الذي يعتبر المواطنين سواسية أمام القانون، وليس أمام الإنارة فقط.
ويبقى السؤال المعلق في أذهان الجميع: هل ستتمكن مكناس من إضاءة شوارعها بنور العدالة والمساواة، أم أن الظلام سيظل يخيم على بعض الأحياء، في انتظار أن تشرق شمس الولاءات عليها؟
ملاحظة لها علاقة بما سبق: ماذا عن خروقات شابت عملية تسليم المنتوج الخاص بالصفقة رقم 34/2023 الخاصة بأشغال صيانة الإنارة العمومية؟
التعليقات مغلقة.