الأسواق النموذجية بمكناس ولعنة الفشل.. استثمارات بالملايير في مهب الريح

من الأرشيف
586٬105

 

مكناس، حيث التاريخ، ولدت فكرة عظيمة لإنشاء أسواق نموذجية تحل مشكلة الباعة المتجولين الذين يزينون الشوارع بألوانهم الزاهية وصخبهم الدائم.

لكن، يبدو أن الفكرة كانت أشبه بسراب في صحراء الواقع، فبعد أن أنفقت الملايين، وجدت الأسواق وقد أغلقت أبوابها، كأنها تقول “شكرا لزيارتكم، لكننا قررنا الرحيل”.

تلك الأسواق التي كان من المفترض أن تكون ملاذا للتجار والمستهلكين، أصبحت الآن مجرد ذكرى لمشروع كان يمكن أن يكون.

الباعة، الذين كان من المفترض أن يجدوا فيها بيتا جديدا، قرروا أن الشوارع أكثر دفئًا وحيوية، وأن الأسواق العشوائية أقرب إلى قلوبهم من تلك الأسواق النموذجية الباردة.

والآن، تقف الأسواق النموذجية شاهدة على عبقرية الفشل الإداري، حيث تتسابق السلطات والمنتخبون في تبادل الاتهامات، كل يرمي الكرة في ملعب الآخر، فيما الأسواق تغرق في بحر من النسيان.

ويبقى السؤال المعلق في الهواء: من سينقذ هذه الأسواق من لعنة الفشل؟ أم أنها ستظل مجرد أطلال تذكرنا بأحلام كانت يوما ممكنة؟

في النهاية، يبدو أن الأسواق النموذجية بمكناس قد اختارت الانضمام إلى نادي المشاريع الضائعة، حيث العضوية مجانية والشرط الوحيد هو الفشل الذريع.

لا تقلقوا، فالمدينة لا تزال تنبض بالحياة، والباعة المتجولون يواصلون تقديم عروضهم الحية على أرصفة الشوارع، فالحياة، كما يقولون، يجب أن تستمر.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد