قررت إحراق كل دواوينكم الزجلية

148٬667

في الزجل… و أنت القادم إليهم، تحمل على ظهرك كل انزياحاتك، لا تنسى الولاء لأنبياء القصيدة، انبطح لكي تنعم بمقعد في الصفوف الأمامية لمهرجان بليد، أشهر سرا و علانية إيمانك المطلق برب كعبة الزجل، يجب أن تستوعب آياته البينات، و أشهر إيمانك المطلق بالزجال الواحد الأوحد، و رتل قصائده ترتيلا، و سر اليه كلما استطعت الى الانبطاح سبيلا.

المحميات الزجلية التي أسسها بعض الرواد أغرقت الزجل في البشاعة و التفاهة و الرداءة، و أغرقت المشهد الثقافي في مظاهر مختلة، أصبح معها المبدع الحقيقي منبوذا و مقصيا، و أصبح أصحاب البشاعة و الرداءة يتمتعون بالحضور الوازن في كل المنابر و المهرجانات، لقد ابتلانا رب الزجل برواد أتوا الى القصيدة من السياسة، دمروا القصيدة كما دمروا من قبل أحزابهم السياسية بعدما استنزفوها، و اغتنوا ماديا و ثقافيا، انهم كائنات تعيش على قتل كل ما هو جميل، استغلوا المنابر الحزبية لخدمة قصائدهم و صقل أسمائهم.

استعذبوا المشهد و راحوا يعثون في أرض الزجل فسادا، أسسوا محمياتهم الزجلية، و أحاطوها بسياج سياسي حديدي، لا يدخله سوى من يعلن الولاء للتفاهة و البشاعة، و قبل ذلك للرائد الذي نصب نفسه أمينا عاما لمحمية الزجل، و راحوا يمنحون صكوك غفران زجلية، شهادات و بطائق انتساب للزجل، انهم خلقوا عاهات زجلية تتوهم فعل الكتابة و الابداع.

روادنا الأجلاء أطال الله في عمر بشاعتكم، و عمر صنيعكم ، هنيئا لكم هذا التاريخ الذي كتبتموه بمداد من القبح و الرداءة ،و هنيئا لكم بهذا المشهد الزجلي الذي تركتموه للأجيال القادمة، سيذكركم التاريخ أنكم ساهمتم في خلق مغرب ثقافي بكل ألوان العفن، و بكل الروائح الكريهة التي تنبعث من مراحيض محمياتكم المتعفنة ،سيذكركم التاريخ أنكم مارستم العهر الثقافي باسم الزجل، و شيدتم للزجل دور بغاء، يأوي اليها كل طالب للمتعة خارج متعة القصيدة و متعة كتابتها، سيذكركم التاريخ أنكم أقصيتم أسماء، و شجعتم أسماء تعيش على نهب احتراقات الآخرين، التاريخ له ذاكرة و أنتم اخترتم أن تكونوا خارجها و خارجه.

أما أنا.. فقد كفرت بدينكم الزجلي ،و كفرت بكل قصائدكم البينات من زجلكم الحكيم، و كفرت بمحمياتكم اللازجلية، و كفرت بكل منبطح أثيم، و بكل أخرص مستكين، و كفرت بالزجل الذي يقرأ في حضرة الزعيم، و القصائد التي تتم تلاوتها بهو كعبتكم ذات الغطاء الوردي، نعم لقد كفرت بكم و قررت أن أحرق كل دواوينكم التي راكمتها من سنين، و ذلك لإيماني أن الشاعر يجب ان يتحلى بالصدق المبين، و أنتم بسلوككم هذا و بكل ما اقترفته أقلامكم شهدتم زورا و بهتانا، و كذبتم على الزجل و على التاريخ ،مكتبتي قديسة طاهرة و أنتم رجس من عمل زجل شيطان رجيم .

علي مفتاح

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد