مكناس.. حيث تزدهر الإصلاحات كالفطر وتختفي!!

733٬926

 

حيث الإصلاحات تتفتح كأزهار الربيع العابرة، نشهد مرة أخرى مهرجان الدهان والترقيع السنوي الذي يأتي مع الملتقى الدولي للفلاحة بمدينة مكناس.

إنها الفترة التي تتحول بعض أحياء المدينة (الاحياء المحظوظة، لي ساكنين فيها لي على بالي وبالكوم، باب لوطيلات) إلى لوحة فنية تبهر الزائرين، لكن لا تخدعوا أنفسكم، فهذه الألوان الزاهية ليست إلا قناعا يخفي وجه مكناس الحقيقي.

لم نعد نفهم هل نعيش في سباق مع الزمن أم مع الجودة؟

كل عام، وكأنها طقوس مقدسة، تنطلق عمليات “الترقاع” بسرعة البرق، حيث يتحول العمال إلى فنانين يرسمون ويصبغون كل شيء بالأبيض والألوان الزاهية.

الجدران، الأرصفة، حتى الأشجار لا تسلم من هذا الفيض الإبداعي.

لكن، ألا تساءلتم يوما، لماذا تتلاشى هذه الألوان بمجرد أن يغادر الزوار؟

تتحول الطرقات إلى موضة جديدة، حيث الحفر والمقاطع الطرقية المرقعة تظهر وتختفي كأنها جزء من عرض أزياء غير تقليدي.

ما إن ينتهي المعرض، حتى تعود هذه الحفر لتطل برؤوسها، كأنها تقول “فاتكم العرض!!”

تظهر الأزهار والأشجار فجأة في الليل، لتزين المدينة وتعطي انطباعا بأن مكناس قد تحولت إلى جنة خضراء.

لا تغرنكم هذه الخضرة، فهي لن تدوم أكثر من الزوار الذين جاءوا ليشهدوا العرض.

بمجرد انتهاء المعرض، ستعود مكناس إلى واقعها المعتاد.
النور الذي أضاء المدينة سيختفي، وستعود الظلمة لتحتضن شوارعها مرة أخرى.

الحفر التي تختبئ، سيتوارى المسؤولون عن الأنظار، ويعودون إلى برنامجهم المفضل “مختفون”.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد