مكناس.. بين وهج الملتقى وظلال الإهمال

533٬777

 

اختتمت فعاليات الدورة السادسة عشر للملتقى الدولي للفلاحة بمدينة مكناس. هذا الحدث، الذي يعد بمثابة أوكسجين سنوي لأهل المدينة، يحول شوارعها إلى مسرح للحياة والنشاط، يظهر للزوار كيف يمكن للفلاحة أن تكون أكثر من مجرد زراعة وحصاد.

لكن، دعونا لا ننخدع بالوهج البراق للمعرض الفلاحي، فوراء الكواليس، تكمن حقيقة أخرى.

إنها مكناس، حيث يبدو أن الزمن قد توقف، ليس بسبب جمالها الخالد، بل بسبب الإهمال الذي تعاني منه.

فالمدينة التي تتفتح كزهرة في موسم الملتقى، تعود لتغفو تحت وطأة الظلام والحفر التي تعانق الشوارع كأنها جزء من الديكور الدائم.

ومع ذلك، لا يمكننا إلا أن نتساءل:
هل يمكن لهذا الحدث الفلاحي الضخم أن يكون بداية لتغيير حقيقي؟
هل يمكن للأضواء التي تُضاء لإبهار الزوار أن تستمر في إنارة شوارع المدينة طوال العام؟

في النهاية، يبقى الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس بمثابة مرآة تعكس الواقع المزدوج للمدينة: من جهة، هو عرس يجمع الفلاحين والزوار في احتفالية تنموية، ومن جهة أخرى، هو تذكير صارخ بأن هناك الكثير الذي يجب عمله.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه:

هل ستتمكن القوى الحية في المجتمع المكناسي من استثمار هذا الزخم لإحداث تغيير دائم، أم أن الأمر سيقتصر على أسبوع من الألق يعقبه عودة إلى الروتين المظلم؟

لنأمل أن تكون الإجابة مشرقة كشمس مكناس الدافئة، وأن يكون الملتقى الدولي للفلاحة بداية لعهد جديد من الازدهار والنماء لهذه المدينة العريقة.

وحتى ذلك الحين، سنستمر في السخرية من الوعود الفارغة والمشاريع الوهمية، مع الأمل في أن يأتي يوم نرى فيه مكناس تتألق كما تستحق.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد