مكناس.. حيث يتقلب الموتى في قبورهم من الإهمال

621٬008

 

مكناس المدينة العريقة، حيث التاريخ يفوح من كل زاوية، يبدو أن هناك من نسي أن يكتب نهاية لقصة المقابر.

ففي عاصمة المولى إسماعيل، يعيش الأحياء بسلام، لكن الموتى؟

تخيلوا معي، حي البساتين، حيث الأشجار تنمو بحرية والزهور تتفتح بألوانها الزاهية، لكن يبدو أن شيئا ما قد نسي هناك..

إنها المقابر!! وكأن السكان قد اتفقوا على أن يعيشوا إلى الأبد، فلم يعد هناك حاجة لمثوى أخير.

وفي حي الزرهونية، حيث الأرض خصبة والسماء صافية، يبدو أن السماء ليست الشيء الوحيد الصافي هناك، فالمقابر أيضا صافية..

صافية من أي موتى!! فهل من الممكن أن يكون السكان قد اكتشفوا إكسير الحياة الأبدية؟

أما في حي سيدي بوزكري، فالوضع لا يختلف كثيرا، الأحياء الجديدة تنبض بالحياة، والمباني ترتفع شامخة، لكن يبدو أنها ترتفع عاليا جدا حتى نسيت أن تنظر إلى الأسفل، حيث يفترض أن تكون المقابر.

والأدهى من ذلك، حالة المقابر الحالية، التي تبدو وكأنها قد خرجت من فيلم رعب قديم، حيث التخريب والأوساخ والإهمال يتنافسون على جائزة أفضل ممثل.

ويبدو أن مجلس جماعة مكناس ورئيسه، قد قرر أن يكون مخرج هذا الفيلم، مع مساعدة خاصة من المجتمع المدني والساكنة، الذين يبدو أنهم قد اشتروا تذاكر لمشاهدة العرض فقط.

في النهاية، نتساءل.. هل ستستمر المقابر في مكناس بالتقلب والدوران من الإهمال؟ أم أن هناك من سيجيب على نداء الكرامة والحرمة للموتى؟ فحرمة المقابر من حرمتنا، والاعتناء بها من واجبنا.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد