نجاح على الطريقة المكناسية.. نفايات، ظلام، وخردة على أربع عجلات

من قال إن النجاح يحتاج إلى نظافة، أو بنية تحتية، أو ذوق عام؟
في مكناس، تم اختراع مفهوم جديد تماما للنجاح، يبدأ بركام النفايات وينتهي عند حافلات يبدو أنها خرجت للتو من متحف الخردة.
لا حاجة هنا للبحث عن التقدم في المدارس أو المستشفيات، فالنجاح يطل عليك من الحاويات المكسورة ومن الأرصفة التي تشبه ساحات المعارك.
ساكنة مكناس ترى النجاح كل يوم، لكن بنسخة محلية.. نجاح يتجلى في الأزبال المنتشرة بكل فخر في كل زاوية وركن، وكأنها لوحات فنية تعبر عن هوية المكان.
من يدري؟
ربما تنوي البلدية تنظيم معرض “الفن القذر” في الهواء الطلق.
أما وسائل النقل، فتقدم خدمة من نوع خاص.. حافلات خوردة، تستحق عن جدارة لقب “كراطة متحركة”، لا تليق حتى بنقل الحيوانات، ومع ذلك تواصل السير، متحدية قوانين الفيزياء والذوق العام.
وعندما يحل الليل، تسدل المدينة ستارها، لا احتفالا بسحر الليل، بل لأن الإنارة العمومية قررت أن تأخذ عطلتها السنوية طوال العام.
ظلام دامس يجعل الأزقة تصلح لتصوير أفلام الرعب بدون مؤثرات خاصة.
ولا ننسى المساحات الخضراء؛ لأنها ببساطة غير موجودة، أو لعلها موجودة في المخيلة الجماعية، ضمن “مشاريع الغد” التي لا تأتي.
في مكناس، النجاح لا يقاس بمؤشرات التنمية، بل بروح الصبر والقدرة على الضحك في وجه العبث.
فمن قال إن الكوميديا لا تكتب في الشارع؟
عمار للوافي
التعليقات مغلقة.