السباحة في الماضي.. المجلس يرمم المسبح ويغرق في التطبيل

796٬298

افتتاح المسبح البلدي، ذلك الإرث الذي خلفه الاستعمار، تحول بقدرة قادر إلى “إنجاز عظيم” يحسب للمجلس الجماعي لمدينة مكناس.

وكأننا أمام فتح مبين أو معجزة عمرانية، لا مجرد إعادة فتح مسبح يحتاج أكثر إلى عناية يومية منه إلى مهرجان رسمي.

الحدث تم تقديمه للرأي العام وكأنه ولادة جديدة لمشروع وطني من الطراز الرفيع.

المثير في الأمر أن المسبح لم يكن بحاجة إلا إلى قليل من الصباغة وتنظيف ما علق بجدرانه من طحالب الذكريات، لكن ذلك لم يمنع المجلس الجماعي من تحويل الفعل العادي إلى ملحمة بلدية.

لقد أُخرج الافتتاح وكأنه مشروع فضائي، مع تصريحات منمقة، وصور “سيلفي” مبتسمة.

ويبدو أن المجلس اكتشف مؤخرا أن الماء يصلح أيضا للسباحة، وليس فقط للوعود الانتخابية الغارقة.

فقرر أن ينعش ذاكرة الساكنة بمكان كانوا يقصدونه في طفولتهم، قبل أن يتحول إلى بركة مهجورة تستقبل البعوض أكثر من الأطفال.

اليوم، بعد “الترميم المعجزة”، يعود المسبح بنفس تصميمه القديم وبنفس مشاكله القديمة، لكن بروح علاقات عامة جديدة.

لا يسعنا سوى شكر المجلس الموقر، ليس على ترميم مسبح، بل على قدرته الخارقة في تحويل “اللاحدث” إلى عنوان في الصحف.

فربما في مكناس، الحداثة لا تبدأ بمشاريع مستقبلية، بل بإعادة تدوير أمجاد الماضي بالكلور.

-يتبع-

عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد