من “السقاقي” إلى المحلات.. ذاكرة مكناس تتحول إلى تجارة صامتة

673٬270

لم تعد “السقاقي” التقليدية التي كانت تزين أحياء مكناس القديمة سوى ذكرى باهتة في ذاكرة المدينة، إذ تحولت العديد منها بصمت إلى محلات تجارية، مخازن، أو حتى فضاءات مهجورة لا تحمل من ماضيها سوى الاسم.

هذه المنشآت، التي كانت تعد مصدرا أساسيا لمياه الشرب ومنارات اجتماعية وذات طابع معماري فريد، أُهملت حتى باتت عرضة للمضاربة العقارية أو الاستغلال غير المشروع.

التحول لم يكن وليد اليوم، بل بدأ تدريجيا منذ سنوات، في ظل غياب رؤية واضحة للحفاظ على الموروث المائي والمعماري للمدينة، ودون أية محاولة لإعادة توظيفها ثقافيا أو سياحيا.

الأخطر من ذلك، أن هذا التحول يجري في صمت مطبق، دون نقاش عمومي، ودون أي تدخل من الجهات المسؤولة.

فكيف فقدت مكناس هذه المعالم التي شكلت جزءا من هويتها؟ متى قررنا أن نطوي صفحة السقاقي دون وداع؟ ولماذا يسمح بمحو ذاكرة المدينة بهذه السهولة؟

أسئلة تنتظر أجوبة من الجهات المعنية، ومن ضمير جماعي يبدو أنه غارق في صفقات الإسمنت أكثر من اهتمامه بتراث الماء والحجر.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد