سوق الأحد فوق التراب.. هل هذه مكناس أم قرية منسية؟

886٬521

مكناس، الحاضرة الإسماعيلية التي أنجبت التاريخ والملوك، تُفاجئ أبناءها بسوق الأحد؛ فوق التراب؛ بالمعنى الحرفي والمجازي، سوق بدوي وسط مدينة تحلم بأن تلتحق بركب القرن الواحد والعشرين.

وكأن المسؤولين قرروا أن يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء، تحت شعار: “الحداثة؟ لاحقا المهم.. الغبار حاضر” فماذا ترون، هل هذه هي صورة مدينة تستحق الاحترام؟

بينما مدن المغرب تتباهى بأسواق عصرية تليق بمكانتها، من كاساباراطا بطنجة إلى سوق الأحد بأكادير، يجد المكناسي نفسه في مواجهة مسرحية عبثية.

بدل مشروع حضاري يحترم المواطن، يقدم له سوق يبيع الحنين للبداوة أكثر مما يبيع اشياء اخرى.

أي مفارقة هذه أن يظل مشروع التحديث مؤجلا في مدينة تحمل إرثا تاريخيا عالميا؟ أنتم يا أبناء مكناس، هل تقبلون بهذا المشهد؟

الأدهى أن السوق الجديد لم يبن على تصور حضاري أو رؤية مستقبلية، بل على “فلسفة التراب”.

لا هندسة عمرانية، لا فضاءات منظمة، لا شروط نظافة، فقط غبار يلتف حول الباعة والمتسوقين، وكأن مكناس لا تستحق إلا سوقا يليق بقرية منسية.

المسؤولون هنا يرفعون شعارا ساخرا: “إذا لم تستطع مجاراة العالم، عد إلى التراب” فهل نضحك أم نبكي؟

فهل قدر مكناس أن تعيش رهينة بين تاريخ إمبراطوري شامخ وحاضر يصر على ربطها بالبداوة؟ أليس حريا بالمسؤولين أن يترجموا شعارات التحديث إلى مشاريع ملموسة بدل إعادة تدوير الماضي على شكل سوق ترابي؟ إلى أن يحدث ذلك، سيبقى المكناسي يشتري طماطم وأواني وملابس القرن 21 وسط غبار القرن 19.

السؤال لكم.. هل أنتم مع استمرار هذا “السوق الترابي” أم مع سوق حضاري يليق بمدينة الملوك؟

عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد