بين سرعة الضوء وسرعة السلحفاة.. فاس تسبق ومكناس تعلق

895٬281

من يزور فاس هذه الأيام يظنها قد ركبت صاروخا نحو المستقبل، بينما مكناس ما زالت تبحث عن بطارية للسلحفاة التي تقودها.

سرعة الضوء هناك، وسرعة التثاؤب هنا.

مشهد يعكس الفرق الصارخ بين مدينتين يفترض أنهما تنتميان لنفس الوطن، لكن لكل منهما ساعة مختلفة في التاريخ.

في فاس، المشاريع تتسابق وتكاد تصطدم ببعضها من فرط السرعة، والأحياء تتحول بين ليلة وضحاها إلى واجهات حضرية براقة.

أما في مكناس، فالمواطن ينام ويستيقظ ليجد نفس الحفر في الشوارع، كأنها آثار تاريخية محمية بالقانون.

وإذا سألت أحد سكان مكناس عن “النهضة العمرانية”، سيجيبك بابتسامة مريرة.. نحن لا نطالب بسرعة الضوء، فقط نريد أن تتحرك جماعتنا أسرع قليلا من قواقع البحر.

لكن يبدو أن المسؤولين اكتفوا بمشاهدة سباق التطور على شاشة صغيرة، يصفقون له من بعيد.

المفارقة أن مكناس، التي كانت يوما قلب التاريخ الإسماعيلي، أصبحت اليوم قلب النسيان الإداري.

وبينما فاس تعزف سمفونية التحديث، لا تزال مكناس عالقة في كاسيت قديم يعيد نفس الأغنية.. “إنارة، تزفيت، نظافة” وكأن القرن الواحد والعشرين لم يطرق بابها بعد.

عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد