من الكرسي إلى قفص الاتهام.. رؤساء الجماعات بين انتظارات المواطنين وغضب الشارع

895٬290

أي رئيس جماعة يظن أنه سيجلس على الكرسي مرتاحا، سيكتشف سريعا أن الساكنة التي منحته أصواتها تنتظر منه الانجازات اليومية.

فالمواطن لا يطلب “خدمات بلدية” فقط، بل يريد وظيفة، سكنا، وربما حتى حلولا سحرية وفي غمرة هذه المطالب، قد يتطور النقاش من رجاء مهذب إلى “خطاب هجومي” لا يخلو من العنف اللفظي.

الغريب أن البعض يسارع لتأويل هذه الحوادث وكأنها صراعات سياسية أو تصفية حسابات خفية؛ لكن الحقيقة أبسط بكثير.. الناس فقدوا صبرهم، والرئيس يجد نفسه في موقع الدفاع باعتبار أنه لم يقدم أي شيء.

ومع أن مثل هذه المواجهات تبقى معزولة، إلا أنها تعكس خللا أعمق في علاقة المنتخبين بالساكنة.

فالمجالس الجماعية تحولت من فضاءات للتخطيط المحلي إلى مسارح صاخبة لتفريغ الغضب الاجتماعي.

والضحية الدائمة.. الحوار الهادئ والعقلاني الذي يبدو أنه أصبح من الكماليات.

اخيرا، لا يمكن تبرير أي شكل من أشكال العنف، سواء كان جسديا أو لفظيا، ضد مسؤول أو مواطن.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه.. هل هذا الغضب العارم مجرد صدفة معزولة؟ أم أنه إنذار بأن الثقة بين المواطن والمسؤول بدأت تتبخر بسرعة أخطر من تبخر ميزانيات الجماعات؟

عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد