مكناس والوعود المؤجلة.. مشاريع متعثرة تكشف عمق أزمة الحكامة المحلية

تعيش مكناس مفارقة صارخة بين غنى خطاب التنمية وضعف تنفيذها على الأرض؛ فالمشاريع التي روج لها كقاطرة للنهوض بالمدينة، ما زالت تراوح مكانها وسط تأخر مزمن في الإنجاز، وارتباك إداري يعمق الهوة بين الوعود والواقع.
هذا التعثر لا يعكس فقط بطءا في العمل، بل يفضح خللا هيكليا في الحكامة المحلية وتدبير الأولويات.
المدينة، التي كانت يوما عاصمة للمملكة وواجهة حضارية، أصبحت اليوم ضحية بيروقراطية تفرمل كل مبادرة، وتضعف ثقة المواطن في المؤسسات.
فمشاريع التأهيل الحضري، وتحسين الطرق، وبناء المرافق الاجتماعية، تتحول إلى شعارات انتخابية أكثر منها إنجازات ملموسة.
ويبدو أن غياب المحاسبة الحقيقية فتح الباب أمام منطق التبرير بدل منطق الفعل.
إن أزمة مكناس ليست فقط أزمة مشاريع متعثرة، بل أزمة رؤية وتدبير.
فالتنمية ليست لوحات تعريفية على واجهات الشوارع، بل إرادة حقيقية تترجم إلى أفعال.
المطلوب اليوم من السلطات والمنتخبين هو تجاوز منطق التسيير البطيء نحو حكامة فعالة تعيد الثقة والاعتبار لمدينة تحمل في تاريخها كل مقومات الريادة، لكنها تعاني اليوم من غياب من ينصفها.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.