استعدادات بالرباط لاستقبال سانشيز بدعوة ملكية
كشفت وسائل إعلام إسبانية متفرقة، أن رئيس الحكومة بيدرو سانشيز سيزور المغرب في الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك بعد تلقيه دعوة من الملك محمد السادس.
الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسباني من المقرر، ووفق المصادر ذاتها، أن تدشن الصفحة الجديدة التي تحدث عنها الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، و”لتطوير العلاقات بين البلدين بعد أشهر من الأزمة”.
وحسب صحيفة “الإسبانيول”، فالتحضيرات بدأت بالفعل بالرباط لاستقبال رئيس الحكومة الإسباني، والذي أكد في أول رد على خطاب الملك أن “إسبانيا اعتبرت المغرب دائما حليفا استراتيجيا، سواء لإسبانيا أو للاتحاد الأوروبي”.
وسيرافق سانشيز عدد من المسؤولين الإسبان، وذلك بغية استكمال التفاوضات مع المسؤولين المغاربة والتي “انطلقت قبل أشهر وتحت إشراف شخصي من الملك”.
وكان الملك محمد السادس قد أكد في الخطاب الأخير والذي لقي ترحيبا إسبانيا واسعا، أن المملكة حريصة على تعزيز العلاقات مع إسبانيا بعد نشوب خلاف بين البلدين هذا الربيع على الرغم من قوله إن هذه الأزمة هزت الثقة المتبادلة.
وأضاف الملك أن المغرب “يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار… إنه هو نفس المنطق، الذي يحكم توجه المملكة اليوم في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا”.
وجاء ذلك بعد “تقدير” المغرب لمبادرات الحكومة الإسبانية لمحاولة حل الأزمة بعد تغيير وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا. وتعويضها بخوسيه مانويل ألبارس، في يوليوز الفارط.
يذكر أن أزمة اندلعت بين المغرب وإسبانيا، عقب استضافة إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي للعلاج في أبريل “لأسباب إنسانية”، الأمر الذي اعتبرته الرباط “مخالفا لمبادئ حسن الجوار”، مؤكدة أن غالي دخل إسبانيا من الجزائر “بوثائق مزوّرة وهوية منتحلة”.
وكانت ذات الصحيفة قد كشفت سابقا، أن البلدين انخرطا قبل فترة في مفاوضات سرية لحلحلة الأزمة، وهو الأمر الذي ترتب عليه اتفاق إعادة القاصرين إلى المغرب وكذا الرسائل التي وجهها الملك محمد السادس في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب.
وأوضحت الصحيفة واسعة الانتشار أن إسبانيا عرضت على الجار الجنوبي (المغرب) خوض مفاوضات بدون خطوط حمراء وبدون “طابوهات” بشأن القضايا العالقة بين البلدين وعلى رأسها ملف الصحراء وقضيتي سبتة ومليلية المحتلتين.
وأبدت إسبانيا، بحسب “الإسبانيول” استعدادها لدعم المغرب في ملف وحدته الترابية والذي كان السبب الرئيسي في اندلاع الأزمة بين الجانبين، عقب استقبال الجارة الشمالية لزعيم الانفصاليين بهوية مزورة وخفية عن المغرب، مبرزة أنها اشترطت الحصول على ضمانات بشأن عدم المطالبة بسبتة ومليلية.
وكان الملك محمد السادس قد أكد في خطابه الأخير بالقول ” بتفاؤل صادق، نعرب عن رغبتنا في مواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية ورئيسها بيدرو سانشيز، لتدشين مرحلة غير مسبوقة في العلاقات بين بلدينا”.
وأبرزت الصحيفة نسبة إلى مصادرها، أن المرحلة “غير المسبوقة”، التي تحدث عنها العاهل المغربي تروم إلى إحداث اتفاقية تعاون وصداقة جديدة تضع الأسس لعلاقة مستقرة تاركة وراءها الصراع الذي مس العلاقات الثنائية للبلدين.
التعليقات مغلقة.