مكناس.. عاصمة روائح عضوية مجانية على مدار الساعة في زمن المدن الذكية

886٬521

في زمن المدن الذكية والابتكارات الخضراء، قررت مكناس أن تسبق الجميع بفكرة “خارج الصندوق” أو بالأحرى “خارج الشاحنة”.

مشروعها البيئي الفريد؟ توزيع عصير الأزبال مجانا في الشوارع، بصمت السلطات وبتمويل جيوب دافعي الضرائب، حتى يحصل المواطن على جرعته اليومية من الروائح العضوية “الطازجة”.

الشاحنات المكلفة بجمع النفايات تجوب الأحياء غير محملة فقط بالقمامة، بل بخط إنتاج متحرك لعصير أسود لامع، ينساب خلفها كجدول موسيقي من الروائح التي تعزف على أعصاب السكان.

أما السياح، فيكتشفون أن مكناس ليست فقط مدينة التاريخ والآثار، بل أيضا متحفا حيا لتجارب التحمل الشمي.

الأضرار لا تقف عند حدود الكرامة الحسية، بل تمتد إلى الصحة العامة، والتجارة، والسياحة.

لكن لا بأس، على ما يبدو فالمسؤولون يكتفون بابتسامات بروتوكولية في الاجتماعات، ويتركون الميكناسيين يتدبرون أمرهم مع الجراثيم وكأنها “موروث غير مادي” يستحق الحفاظ عليه.

ليبقى السؤال الأكثر فوحانا.. هل الشركة المفوضة تتقاضى أجرا مقابل جمع النفايات فقط، أم أن تسريب العصير جزء من الصفقة؟ وهل السلطات راضية عن هذه الخدمة “العطرية”؟ في غياب الإجابة، ينصح الزوار بالاحتفاظ بكمامات كورونا فقد حان وقت إعادة استعمالها.

عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد