إسرائيل صاحبة حق/إسرائيل كيان مغتصب

3٬317

 

حوار مع شاعرة تونسية أنشره بمناسبة يوم الأرض.

في 28 دجنبر بعثت دعوة لشاعرة تونسية من أصول أمازيغية كي تشارك في ندوة عن بعد بالمغرب تنظمها جمعية التنمية للطفولة و الشباب ( ADEJ ) تحت عنوان ” التعاون الثقافي و دوره في العلاقات الدولية “.
و على الميسنجر أوضحت للشاعرة التونسية أننا نستهدف التركيز في الندوة أكثر على موضوع التطبيع الثقافي مع إسرائيل .
الشاعرة سبق لي أن إلتقيتها بتونس و سبق أن تعاملت معها و شاركت في نشاط بالمغرب لكنني لم أكن أعرف موقفها من القضية الفلسطينية.
الندوة نظمت في وقتها و كانت ناجحة و كانت لغة التخاطب ثلاث لغات و كانت مداخلات من المغرب و بلجيكا و اسبانيا و مصر، لكن صاحبتنا لم تشارك.

التونسية :
أهلا أستاذ.
مساء الخير.
شكرا على اتصالك و اقتراحك مشاركتي في الندوة، لكن بالنسبة لي مسألة التطبيع ليست مهمة أمام المشاكل التي يتخبط فيها شعبنا في المغرب الكبير تونس الجزائر المغرب ليبيا … و هي التفقير و التجهيل و المجاعة و الإرهاب و إمساك التيارات الإسلامية بمفاصل الدولة و غيرها …

محمد شخمان :
فهمت، شكرا.

التونسية :
و هي مسألة مفتعلة و كاذبة يريدون بها إلهاءنا عن القضايا الأساسية و المفصلية. و التطبيع مع تركيا و قطر و السعودية لا يقل خطرا عن التطبيع مع إسرائيل.

محمد شخمان :
ليست كذبة إنها حقيقة تتحرك و تفصح عن ذاتها و نعيشها و لها تداعيات سلبية و إيجابية على حياتنا و مصيرنا، لكنني أعرف أن التطبيع مع الفكر الوهابي أخطر من التطبيع مع الشيطان.

التونسية :
نعم و تركيا و قطر و السعودية هم أعداؤنا تماما مثل إسرائيل، فلماذا نتعامل معهم و تغزو بضائع تركيا أسواقنا .

محمد شخمان :
الأمر مختلف، أنظمتهم عدوة للحرية و الديموقراطية و الفكر المتحرر لكن شعوبهم أيضا ضحية، أما إسرائيل فلا يمكن نكران أنها كيان استعماري/ إرهابي، أقصد إرهاب دولة ضد شعب محتل مهضوم الحقوق .

التونسية :
و عندما نقاطع إسرائيل، هل نحن نقاطع الحاكم أم نقاطع الشعب الإسرائيلي ؟

محمد شخمان :
نقاطع الحاكم، أما اليهود فهم ككل أعراق العالم، و قد خرج منهم عباقرة خدموا البشرية، لكن التطبيع مع الإستعمار مرفوض بمقتضى كل الأعراف و القيم و المبادئ الإنسانية.

التونسية :
فلنقاطع الحكام العرب و الحاكم الإسرائيلي سوية.

محمد شخمان :
بهذه الطريقة لا يستوي النقاش، لا يمكن تبرير ما لا يبرر.
الحاكم الظالم نثور عليه …

التونسية :
لكن الإسرائيليين أيضا يثورون على حاكمهم و يتظاهرون جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين.

محمد شخمان :
الحديث هو عن أجنبي غاصب، يخرج من الديار اولا بتسوية عادلة هي حل الدولتين.
لا يجب خلط الأمور.

التونسية :
أوتظن أن الشعب الإسرائيلي يجب ان يخرج من فلسطين ؟

محمد شخمان :
لم أقل لك رمي الإسرائيليين في البحر أو وضعهم في المحارق.

التونسية :
ماذا إذن ؟

محمد شخمان :
المهم لا يجب أن تكون لدولة إسرائيل السيادة على أراضي 1967 أما أن يبقى اليهود تحت السيادة الفلسطينية فهذا لا مشكل فيه.

التونسية :
أليس الفلسطينيون أنفسهم باعوا أراضيهم لليهود ؟

محمد شخمان :
لهم الحق في بيعها و لليهود الحق في شرائها، لكن لا حق للكيان الصهيوني في السيادة على كامل فلسطين التاريخية.
يبدو أن عندك خلط بين تملك الأراضي و العقارات و مسألة السيادة.

التونسية :
إذن أنا أبيعك داري ثم أطلب منك أن ترحل.

محمد شخمان :
لكل مواطن الحق في شراء ما شاء من أراضي و دور في أي بقعة في العالم، لكن ذلك لا يعني أنه يشتري السيادة السياسية على البلد الذي به الأرض.

التونسية :
و التاريخ يشهد أن اليهود سكان تلك الأراضي منذ القديم، أليست أرض الميعاد ؟
و القدس هي للجميع يهود و نصارى و مسلمين، أي تداولت عليها كل الديانات.

التونسية :
إذن ؟

محمد شخمان :
و لذلك نقبل بحل الدولتين رغم أن اليهود لم يطردهم الفلسطينيون من هناك بل كان السبي البابلي، و الفرس هم من طردوهم قبل دخول الإسلام، أما العرب العبرانيين فكانوا منذ القدم. اليهود أسسوا هناك دولة واحدة منذ العصور الغابرة هي مملكة داوود و لمدة 150 سنة فقط أما الفلسطينيون و أجدادهم الكنعانيون هم من كانت لهم السيادة و تعاقب الدول عبر ٱلاف السنين.

التونسية :
عندما ذهب بورقيبة لأريحا و قال ما قلته أنت الٱن رموه بالطماطم و طردوه.

محمد شخمان :
هل أن رمي بورقيبة بالطماطم أسقط حق الفلسطينيين ؟

التونسية :
سي محمد.
سي محمد.
القضية الفلسطينية معقدة و شائكة و القيادات الفلسطينية كلها خونة و كلهم يقتلون بعضهم بعضا.
من قتل أبو عمار ؟
من قتل أبو نضال ؟
من قتل ٱلاف الأحرار ؟
إنهم الفلسطينيون أنفسهم من منظمة فتح و منظمة اسماعيل هنية الإرهابي و غيرهم .

محمد شخمان :
فأجأني موقفك يا أستاذة …
المثقف المتنور يكون دائما الى جانب الحق، و بجانب الضعيف.
أستاذة لا تبرري استعمارا باي فعل و أي قول كان.
التونسية :
رجاء سي محمد فلسطين عندها ناسها، نحن خلينا نخدمو بلادنا باش ما يصير ليناش كيما فلسطين .
رجاء سي محمد كل بلاد تخدمها رجالها، لنحارب حكامنا قبل كل شيء فهم أصل الداء.

محمد شخمان :
يطول النقاش أستاذة ….

التونسية :
طبعا صديقي المسألة شائكة جدا و أنا ضد كل مستعمر غاصب سواء كان صهيونيا او عربيا.
المستعمر مستعمر.

محمد شخمان :
وراء إسرائيل هناك أمريكا و الغرب و هي هناك ليس لأجل فلسطين فقط بل لحماية مصالح الغرب في كامل الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.

التونسية :
وراءها أيضا السعودية و قطر.

محمد شخمان :
المستعمر مستعمر.
سابقا كان هناك استعمار عربي إسلامي لشعوب أخرى، و قبل ذلك و بعد ذلك كان المستعمر من أقوام أخرى.

التونسية :
نعم و لقد استعمرنا العرب خلال الغزوات الإسلامية و سبوا النساء الأمازيغيات و دمروا المغرب الكبير.

محمد شخمان :
يجب أن نناقش بلغة إنسانية لا بلغة الأحقاد.

التونسية :
ههههههه
نعم

محمد شخمان :
أ أحقد على الفرنسي أو الإنجليزي لأنهم استعمرونا بالأمس القريب.

التونسية :
لا. هو التاريخ سي محمد
بل على النظم الإستعمارية اللاإنسانية.

محمد شخمان :
اليوم بالمغرب العربي انصهر الجنسان العربي و الأمازيغي و أعطوا ما نحن عليه اليوم، شعب جديد واحد.

التونسية :
نعم لكن المستعمر مستعمر و لو كان مسلما فهو مستعمر ظالم.

محمد شخمان :
أتفق معك المسلمون أيضا أجرموا في حق شعوب كثيرة، و الإديولوجية الإسلامية المتطرفة لازالت الى اليوم تجرم في حق شعوب المنطقة الإسلامية و العالم.

التونسية :
المغرب ليس عربي. إنه مغربنا الكبير و لتسقط الحدود. القبايل ليسوا عربا و التوانسة ليسو عربا بل استعربوا من جراء الإستعمار الإسلامي الغاشم.

محمد شخمان :
تتكلمين بلغة عرقية لا يستسيغها عصر الأنوار. عندما أقول العرب لا أقصد العرق بل الجغرافيا.

التونسية :
لا. لا أبدا هو التاريخ الأظلم للإسلاميين مثله مثل تاريخ الصهاينة في فلسطين. يعني كل المتطرفين أساؤوا للإنسانية.

محمد شخمان :
إذن الصهاينة لهم حق التقتيل اليوم لأن المسلمين قتلوا بالأمس ؟

التونسية :
لا أبدا لكن لا يجب أن نقبل بالمحرم المسلم و لا نقبل بالمجرم اليهودي، هم مجرمون في حق الإنسان. انظر ماذا يفعل اليوم المتأسلمون بالمسيحيين و الأكراد و الدروز، هل تسمح أنت بذلك ؟

محمد شخمان :
لا أسمح بأي إجرام.
لعلمك فقط. أنا أمازيغي و أعتبر العروبة جزء من هويتي، و العروبة ليست مرادفا للإجرام و التخلف.

التونسية :
إذن لماذا لا نرفض التطبيع مع تركيا و مع قطر و مع السعودية و نرفض فقط مع إسرائيل.
كلهم أعداؤنا.

محمد شخمان ؟
السعودية و قطر لم تسرقا أرض أحد، فقط يجب أن يذهب نظامهما السياسي الى مزبلة التاريخ و أن يشتغل شعبيهما على التربية و الثقافة و الإنفتاح الديني

التونسية :
و من تسبب في استيطان العديد من اليهود بفلسطين، أليست السعودية ؟

محمد شخمان :
لماذا لا نقاطع أمريكا عدوة الشعوب ؟
هذه فكرة ربما أفضل.

التونسية :
طبعا. نقاطعها ألف مرة.

محمد شخمان :
حقيقة غريب أن تنصب مثقفة نفسها كمدافع عن إسرائيل.

التونسية :
أنا لا أدافع عن إسرائيل بل كلهم سواء الى الجحيم من أجل انعتاق الشعوب المضطهدة.

محمد شخمان :
الشعب الفلسطيني مضطهد.

التونسية :
هي الحقائق المرة، و الشعب المغربي أيضا مضطهد. ماذا حصل في الريف ؟ و في بامزيان و غيره، و في تونس و الجزائر و ليبيا ….
للحديث بقية أستاذ
المجد للشعوب المضطهدة و الخزي و العار لوكلاء الپيترودولار … طابت ليلتك.

محمد شخمان :
طابت ليلتك أستاذة. لكن في كل الأحوال الشاعر لا يدافع عن العصابات الصهيونية.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد