تقرير رسمي.. 80% من التراث الأفريقي المغربي يُوجد في متاحف أجنبية

كشف المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمغرب أن التراث الثقافي المادي المنقول في البلد يعاني من ظاهرة “الاتجار غير المشروع”، مبرزا أن أكثر من 80٪ من التراث الثقافي الأفريقي المنقول المعروف يتواجد معروضا بمتاحف أجنبية، وذكر أنه في سنة 2020 أعادت فرنسا إلى المغرب حوالي 25 ألف قطعة أثرية منهوبة.

جاء ذلك في تقرير حديث للمجلس، رصد فيه “أوجه قصور وضعف عديدة تفسر عدم استطاعة المغرب تحويل تراثه الثقافي إلى ثروة مادية من أجل جعله محركا حقيقيا للتنمية”، وفقه.

وأبرز المجلس في تقريره أن المغرب “يزخر بتراث ثقافي غني ومتنوع، يشمل المادي بوجود مواقع تاريخية بوأت المملكة بالمرتبة الأولى على الصعيد الأفريقي والعالم العربي من حيث عدد التسجيلات الثقافية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إضافة إلى المكون غير المادي الذي يحتوي الطقوس الروحية ولممارسات الثقافية والتقاليد”.

وأفاد المجلس بأنه” على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه على مستوى المشاريع والمبادرات، هناك العديد من أوجه الضعف التي تعيق استغلال كافة الإمكانات التي ينطوي عليها التراث الثقافي المغربي”، مسجلا “غياب رؤية في مجال تدبير التراث والطرق المناسبة للحكامة والتمويل”.

وحسب التقرير، فإن “المغرب لا يتوفر بعد على استراتيجية للمحافظة على التراث الثقافي وتثمينه”، مشيرا إلى أن رؤية 2020 التي تم إعدادها في 2014 لم تعتمد لحد الآن بكيفية رسمية.

وعلى صعيد الإطار التشريعي، لاحظ التقرير أن القانون 22.80 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة والتحف الفنية والعاديات “لا يواكب التطورات التي يشهدها العالم والمغرب في مجال تعريف وتصنيف وحفظ التراث وتثمينه، كما لا يأخذ بعين الاعتبار أنماط التدبير العصرية ودورها في خلق القيمة الاقتصادية”.

وسجل التقرير “أوجه قصور” في ما يتعلق بـ”التعرف والتملك المواطناتي للتراث الثقافي”، مفيدا بأن تدريس التراث الثقافي “لم يحظ بالمكانة التي يستحقها على مستوى البرامج الدراسية”، لافتا إلى أن المدرسين “يعانون من نقص في التكوين في العديد من المواد التراثية”.

من جهة أخرى، يسجل المصدر “تعثرا ملحوظا في إدماج التكنولوجيات الرقمية في مجال التراث الثقافي”، مضيفا أنه لا تزال التكوينات المتخصصة في مجال التكنولوجيا الرقمية وتوظيف التكنولوجيات لخدمة التراث الثقافي “غير متطورة بما يكفي”.