الأغلبية “الهجينة” تشن حربها الكبرى ضد عيساوة

في مشهد عبثي لا يحدث إلا في مكناس، قررت الجهة المتنفذة في الأغلبية المسيرة، المعروفة بتنوع ألوانها السياسية أكثر من تنوع “النكهات” في علب الشاي المنتهي الصلاحية، أن تفتح جبهة جديدة.
هذه المرة ضد مهرجان عيساوة.
نعم، مهرجان الروح والمديح والدف، أصبح فجأة تهديدا استراتيجيا للأغلبية “الهجينة”، فقط لأن اللجنة المنظمة – ويا للوقاحة – رفضت تحويل مهرجان عيساوة إلى منصة انتخابية مفتوحة.
تخيّلوا.. يريدون تحويل الحضرة إلى “حملة”، والدف إلى “مايك”، والقصيدة الصوفية إلى “برنامج انتخابي”.
ولا عجب إن طالبوا لاحقا بأن تختم كل وصلة عيساوية بـ”صوتوا علينا، نحن منكم وإليكم”.
مصادر مطلعة (وربما متعبة من كثرة العبث) تؤكد أن الكتائب الإعلامية التابعة للأغلبية دخلت على الخط، وبدأت تسوق روايات خرافية عن “الإقصاء والتهميش والمظلومية”، وكأن المهرجان أقيم في قصر فرساي ولم يتم إشعارهم.
المضحك أن بعضهم لم يكن يعرف ما الفرق بين عيساوة والكسكس بالسبع خضر، واليوم يتحدث عن “التراث” و”الهوية الثقافية” و”ضرورة إشراك المنتخبين في كل شطحة”.
يبدو أنهم اكتشفوا فجأة أن الثقافة موجودة، لكن فقط حين يمنعون من ركوبها.
باختصار، أغلبية مكناس تثبت مرة أخرى أنها تعرف كيف تضيع الفرص وتفتعل الأزمات من لا شيء، وتعتبر كل مبادرة ناجحة مؤامرة إذا لم يكن لها فيها “نصيب”.
والمهرجان الحمد لله، سيقام رغما عن الكيد، وستبقى عيساوة تغني للمديح، لا للمرشحين.
عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني
التعليقات مغلقة.