مدارات مكناس.. آخر ما تبقى من أحلام التنمية

894٬289

في مكناس، حيث تتحول الأحلام إلى أرصفة متهالكة، أصبحت “المدارات” هي المتنفس الوحيد للساكنة.

لقد بلغ الأمر أن المواطن المكناسي صار يختار قضاء نزهته بجانب المدارات المرورية محاط بالعجلات، لأن لا حديقة تزار، ولا مساحة خضراء تشم فيها رائحة الحياة.

الزائر، كما الساكن في مكناس، لا يحتاج إلى كثير من الذكاء ليسأل.. “ماذا حدث لهذه المدينة؟”، فالشوارع تروي الحكاية.

البطالة تلتهم أحلام الشباب، والمشاريع الاقتصادية في إجازة مفتوحة منذ سنوات، والفقر يوزع بطاقاته بسخاء.

التنمية؟ حبر على لافتات انتخابية نزعت بعد أن ذبلت صور أصحابها.

ولأن لكل نكبة سبب، فلنبحث عن الفاعل.. من يدير الشأن المحلي؟ من يُفترض أنهم اختيروا لخدمة المدينة وأهلها؟

الجواب، بكل بساطة ومرارة.. منتخبون فاشلون، تتجلى براعتهم في خطب التبرير وتوزيع الوعود التي تنتهي صلاحيتها بمجرد إعلان النتائج.

مكناس، مدينة التاريخ والمجد، باتت اليوم ضحية خيبات متكررة وسوء تدبير مزمن.

سكانها لا يطلبون المستحيل، فقط متنفسا لا يمر عبر مدار، ومشاريع لا تسلك طريق النسيان، وأملا لا ينقطع عند مدخل الجماعة.

لكن يبدو أن المدار هو العنوان الأنسب لواقع مدينة تدور في حلقة مفرغة من الإهمال.

عمار الوافي
مواطن مكناس
فاعل سياسي ومدني

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد