مكناس للبيع.. مدينة تاريخية تتحول إلى “خردة العصر الحديث”

894٬267

لم تعد مدينة مكناس تلك الجوهرة التاريخية التي يتغنى بها دليل الرحلات، بل تحولت شيئا فشيئا إلى ما يشبه معرضا مفتوحا لنوادر الإهمال الحضري.

شوارعها اليوم تستقبل زوارها بحافلات تشبه آلات الزمن المهترئة، تصدر أصواتا تجعل كل راكب يعيش تجربة درامية مجانية، بينما تنبعث منها روائح تحاكي عبق الماضي؛ إن كان الماضي يعيش في مكب نفايات.

أما الحدائق، فقد قررت أن تغير مهنتها الأصلية.

لم تعد مساحات خضراء للراحة والنزهة، بل تحولت بقدرة قادر إلى “حصائر فلاحية” تتنفس الغبار وتستقبل الأعشاب اليابسة وكأنها جزء من حملة وطنية لإحياء الزراعة في المدن، دون مياه، دون بذور، ودون جمهور.

وفي مشهد أقرب إلى فيلم رعب، تغرق أحياء مكناس كل ليلة في ظلام دامس، وكأن الكهرباء قررت مقاطعة المدينة تضامنا مع معاناتها.

الأحياء الناقصة التجهيز أصبحت علامة مسجلة، تقدم للزائر تجربة فريدة.. أرصفة متقطعة، إنارة متقطعة، وحتى الخدمات مقطوعة تماما.

لكن لا داعي للقلق فالحل جاهز ويكاد يعلن في المزاد العلني.. خوصصة مكناس.

مدينة بكاملها تبحث الآن عن مستثمر كريم يتبناها، تحت شعار كاذب “تأهيل المدينة وإعادة الإعتبار”، وربما يمنحها اسما جديدا، “مكناس 2.0″، نسخة مطورة.

عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد