القادوس.. حين يسقط المواطن وتغيب الكاميرات

مرة أخرى، تبرهن “القيادة العليا للقواديس” أنها المؤسسة الأكثر وفاء لعادتها السنوية.. إسقاط مواطن أو مواطنة في حفرة، ثم الانسحاب بهدوء دون بلاغ، دون صورة، ودون حتى اعتذار رمزي من ناطق رسمي أو غير رسمي.
آخر الضحايا، سيدة مغربية سقطت في قادوس مفتوح، لكن يبدو أن الحدث لم يرق بعد لمستوى التقاط صورة مؤثرة مع أحد المسؤولين وهو “ينظر بعمق” نحو الحفرة.
نتساءل كإعلام وطني حرة (وأحيانا ساخر).. واش ماكاينش شي مسؤول يهبط للسكاكين؟ يتصور، يدير لايف، يشرح لينا بدم بارد كيفاش “هاد الشي كيوقع حتى فالدول المتقدمة”، ويدوز بحال العادة للمشروع الجبار ديال “تغطية القواديس بالشعور الوطني”.
للأسف، لا رئيس المجلس البلدي نزل، لا نائب بكى، ولا حتى جملة مشهورة من نوع “نحن نتابع الموضوع عن كثب”.
في غياب أي تعليق رسمي، استنجدنا بناطق غير رسمي، الذي قال بتأثر: “العيب ماشي فالقادوس، العيب فلي ما سدوش”.
تصريح قد يبدو بسيطا، لكنه لخص مأساة بنكهة ساخرة.
فبينما المواطنات يسقطن، تواصل الجهات المعنية الصمت، وكأن القواديس صارت مناطق محررة من المسؤولية.
عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني
التعليقات مغلقة.