مكناس.. المدينة التي تفتح المسابح بالحفلات وتغلقها بالميكروبات

في “الڤيلاج الكبير” المعروف رسميا باسم مكناس، يبدو أن السباحة صارت رياضة موسمية مرتبطة بجداول العبث، لا بالماء.
والكل يتساءل.. واش سكان مكناس تيعومو ولا تيعوموهم؟
السؤال لم يعد استنكاريا، بل وجوديا، بعد أن تحولت المسابح إلى مسارح.
مسارح للضحك الأسود.
افتتاحات ضخمة للمسابح، موسيقى، أطفال يقفزون في المياه، مسؤولون يلتقطون صورا بجانب “الكلور”، وإعلام “المرقة” يطبل ويزمر.. “إنجازات المدينة تنبض بالحياة والماء”، حتى يخال المرء أننا صرنا ميامي لا مكناس، وأن الحالمين بالماء البارد سيتنفسون قليلا من الصيف دون عناء.
بعد ضجيج الافتتاحات، يأتي صمت الإغلاقات.
فجأة تغلق المسابح بلا سابق إنذار، والسبب المعلن؟ “انعدام الصيانة والنظافة والوقاية الصحية”.
والسبب الحقيقي؟ غياب الحس بالمسؤولية، وسباحة في وحل الفوضى.
والنتيجة؟ سكان المدينة يسبحون في دوامة من القرارات المرتجلة، بين حفلات التلميع في البداية، وسيناريوهات “الباك صاحبي” في التسيير.
المواطن؟ بين المطرقة والكلور، لا يعرف هل يحضر معه المايوه أم العريضة.
عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني
التعليقات مغلقة.