حركة زيد Z.. نظافة الفعل وضعف الأوراق السياسية

342٬356

شباب جيل z بالمغرب ظلم معنويا لسنوات، ولم يجد قنوات لاظهار رشده ومواهبه وقدرته على الفعل الايجابي. جيل تربى في أجواء بها حد أدنى من الحرية. طموحاته كبيرة في الترقي وعيش الحياة وإيجاد الفرص وتوسيع هامش الحريات وحقوق الانسان ومنها الحق في الصحة والحق في التعليم والحق في التعبير عن الرأي والاحتجاج السلمي بوعي ومدنية وبسقف مطالب واقعية .

هذا الجيل أخطأت الأجيال السابقة عليه في تقييم قدراته وأهدافه حيث اعتبره كثيرون جيل فارغ وغير مسؤول، جيل كرة ولهو ودلع واستهلاك، لكن هذه النظرة نظرة غير علمية وغير سوسيولوجية، وقد فندها هذا الجيل بعد أن احتل شوارع المملكة وأسمع صوته بكل حكمة وقوة وسلمية .

جيل z كان محظوظا لأنه لم يعش ظروف الأبوية والقهر في التربية، ومحظوظ لأنه لم يعش فترة القمع الأسود بالمغرب، ومحظوظ ثالثا لأن المعلومة تتدفق بين يديه غير ان انتفاضته لم تكن محظوظة على مستوى الظرف السياسي الوطني والدولي الذي لم يجعل بين يدي الحركة أوراق سياسية ضاغطة كثيرة .

بين يدي الحركة ورقة واحدة هي أن المغرب يجب أن يقنع العالم بأن وضعه مستقر في أفق كأس العالم 2030 وأن بيئته مجال مساعد على الاستثمار الأجنبي الٱن وفي المدى المتوسط والبعيد .

كما أن هناك ورقة لم تكن للحركة الخبرة السياسية للعبها وهي إقناع النقابات وحركة العدل والاحسان والقوى اليسارية التي لم تتورط في أي تدبير حكومي فاشل والمثقفين في أن يلتحقوا بالحركة .

انتفاضة 20 فبراير لعبت اوراقا رابحة وهي غليان الشارع العربي ورغبة امريكا في تغيير الأنظمة والحكومات العربية التي تحكم بلدان غير بترولية .

بالأمس كان المخزن يخشي من حركة 20 فبراير ونصحه أصدقاؤه الغربيون بأن ينحني للعاصفة ويلبي أكثر ما يمكن من المطالب السياسية والمادية أما اليوم فلا الاسلاميون ولا النقابات تهدد بخرق السلم الاجتماعي، وحركة Z لم تعطي لفعلها أي شحنة سياسية وأي تحالف سياسي أو اجتماعي مما يحرمها من تطور فعلها وزخمها ويراكم أوراقها الرابحة، وتلك سنة وقدر الأمم والشعوب لأجل إنجاح أي فعل تغييري .

الدولة المغربية مطمئنة في محيطها الدولي، تعمل على شيء من تنفيس الاحتقان عبر فتح نقاش وطني محدود ومتحكم فيه وجعل الحكومة شماعة تمسح عليه كل المشاكل، لكن في العموم الدولة مستمرة في مشاريعها الرامية لجعل محطتي كأس أفريقيا وكأس العالم 2030 طريق المغرب نحو السياحة واقناع المستثمر الأجنبي، ولذلك استثمر المغرب في المنشٱت الرياضية والبنية التحتية من جيوب الشعب وعلى حساب مستواه المعيشي دون الالتفات لا الى المنشٱت الصحية ولا التعليمية بنفس القدر التي تم الالتفات إلى الرياضة .

محمد شخمان

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد