الموقف من قضية الصحراء يسائل مستقبل العلاقات بين المغرب وروسيا
صوّت مجلس الأمن، الخميس، على قرار تمديد ولاية بعثة المينورسو في الصحراء المغربية لمدة عام واحد، بتأييد من 13 عضوا؛ فيما امتنعت كينيا وروسيا عن التصويت، بينما لم يعارض القرار أي أحد.
ويسائل القرار الروسي مستقبل العلاقات الثنائية بين الرباط وموسكو بعد خطوة التصويت، لا سيما أن روسيا كانت مساندة للإجماع الدولي حول تمديد بعثة “المينورسو” خلال السنوات الماضية باستثناء هذه السنة التي صوتت بالامتناع.
وفي رده على موقف روسيا من التصويت على قرار مجلس الأمن بخصوص تمديد ولاية بعثة “المينورسو” في الصحراء المغربية، قال عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، إن “روسيا انضمت إلى الإجماع الدولي، في السنوات الماضية؛ لكنها قامت بتغيير موقفها في القرار الحالي”.
وأضاف هلال، في ندوة صحافية تلت قرار التصويت الأممي، أن “المغرب يحترم هذا الموقف؛ لكن ينبغي التأكيد أن العالم سيتذكر قرار الأمم المتحدة حول النزاع، ولن يتذكر الدول التي صوتت لصالحه أو ضده”، مردفا أن “الأهم هو الحل السياسي من خلال الاشتغال مع كل الأطراف، بما يشمل الجزائر”.
وفي هذا الصدد، قال عبد الفتاح الفاتحي، خبير قانوني في قضية الصحراء، إن “الموقف الروسي محتجز جزائريا إلى حدود اليوم بفضل ما يغدقه عليه من عائدات دبلوماسية ومالية نتيجة صفقات التسلح، إلا أنه يبقى مكلفا دبلوماسيا بالقدر الذي يكرس العزلة الروسية في الوقت الراهن؛ وهو ما بدا جليا بعد استمرار مواقفها المغالية عن تشكل قناعة دولية لتسريع الحسم في نزاع الصحراء”.
وأضاف الفاتحي، في تصريح إعلامي، أن “المغرب يقدر الموقف الروسي؛ لكنه في سياق التوافق على القرار الأخير يحملها مسؤولية تعطيل إمكانية حل النزاع على مرتكزات تشاركية وجماعية، خلصت إليها القناعة الدولية بالتوافق على آلية سياسية كالموائد المستديرة لإيجاد حلول واقعية وسياسية يقبل بها الأطراف”.
وأردف المتحدث ذاته بالشرح: “التخلف الروسي عن الإجماع الدولي بدا اليوم خسارة مكلفة، وهو ما أكده المندوب الأمريكي بسبب تفويت روسيا لفرصة تحقيق إجماع بشأن القرار الأممي حول الصحراء حينما امتنع عن التصويت لصالح القرار”.
وخلص الخبير القانوني في قضية الصحراء المغربية بالقول: “المؤسف له مغربيا ودوليا هو أن روسيا كانت قد سارت في سياق الانضمام إلى الإجماع الدولي في السنوات الماضية، لكنها قامت بتغيير موقفها في القرار الحالي، وهو ما يجعل التعاون معها هشا وغير موثوق فيها، وهو ما سيزيد من تكريس عزلتها الدولية”.
التعليقات مغلقة.