قصة خيانة كللت بالضياع
عبد الإله عيسو: اسم ارتبط بواحدة من أبشع قصص الخيانة في تاريخ المغرب الحديث. ضابط رفيع المستوى، خان وطنه مقابل حفنة من المال، لينتهي به المطاف متشردا، لا وطن له ولا مأوى، محاطا بالازدراء واللعنة.
انخرط عيسو في عالم الجاسوسية لصالح دولة أجنبية، مستسلما لإغراء المال والسلطة. لم يدرك حجم الخيانة التي يقترفها، ولم يفكر في عواقب أفعاله على وطنه ومواطنيه.
تشير بعض المصادر إلى أن دوافع عيسو لارتكاب الخيانة كانت مزيجا من الجشع الشخصي والرغبة في الانتقام. فقد كان يعاني من ضائقة مالية، وشعر بالظلم بسبب عدم ترقيته في الجيش.
مع مرور الوقت، بدأت خيوط المؤامرة تكشف، وانكشفت خيانة عيسو للعالم. تم اعتقاله في عام 2000 وتقديمه للمحاكمة، ليدان بتهمة الخيانة العظمى، ويصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد.
عاش عيسو في السجن حياة معزولة، محاطا بالندم واليأس. فقد فقد احترام زملائه، وتعرض لشتائمهم وازدرائهم. كما عانى من أمراض نفسية وجسدية، ولم تقبل عائلته بزيارته.
كان لعيسو عائلة مكونة من زوجة وأربعة أطفال. لكن بعد انكشاف أمر خيانته، تبرأت منه عائلته ورفضت مساعدته. عاش أطفاله حياة صعبة، مطاردين بعار خيانة والدهم.
أثارت خيانة عيسو غضبا واسعا في المغرب، واعتبره الكثيرون رمزا للانحطاط الأخلاقي. فقد أدانت شخصيات سياسية واجتماعية خيانته، واعتبرتها جريمةً لا تغتفر.
بعد انكشاف أمره، واجه عيسو موجة من الغضب والاستنكار من قبل الشعب المغربي. فقد اعتبروه خائنا لوطنه، ورمزا للانحطاط الأخلاقي. حتى عائلته تبرأت منه، ورفضت مساعدته.
بعد سنوات من السجن، أُفرج عن عيسو في عام 2011، لكنه لم يعثر على مكانٍ له في المجتمع.
فقد تبرأ منه الجميع، ورفضوا التعامل معه. عاش متشردا، تائها في شوارع.
لم تقتصر معاناة عيسو على التشرد فقط، بل عانى أيضا من معاناة نفسية عميقة. فقد أدرك حجم خطئه، وندم على خيانته لبلده، لكن دون جدوى. عاش محاصرا بالندم واليأس، منتظرا للموت ينهي عذابه.
تلقفته ايادي العسكر الجزائري وعملت على توظيفه في مهاجمة بلده مرة ثانية، مقابل ضمان الاكل والنوم بدل التشرد وتيه في الشوارع.
سألنا عيسو:
– كيف يمكن لنظام الكبرانات ان يعتمد عليك ويثق فيك وهو يعلم خيانتك ووضاعتك؟
– هل يتم تأمين الأكل والنوم عن طريق العملة الصعبة (الأورو والدولار) أو بعملة الكبرانات؟
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.