محطة مكناس الطرقية.. حيث الفوضى تلتقي بالوعود الهوائية
في قلب مدينة مكناس، حيث يفترض أن تلتقي الطرقات لتحكي قصص الرحلات، هناك محطة طرقية تبدو وكأنها خرجت من قصة خيالية، لا لجمالها الأسطوري، بل لفوضاها الأسطورية. محطة تقف كصرح شامخ يتحدى الزمن – والمنطق – ببنيتها التي تشبه لوحة فنية رسمها فنان في لحظة غضب.
البنية التحتية.. أو كما يحلو للمسؤولين تسميتها “التحفة العمرانية”، التي لا تحتاج إلا لبعض الدهان والترقيع هنا وهناك، وربما إضافة بعض الكراسي للمسافرين الذين يفضلون الوقوف لساعات، ليس انتظارا للحافلات، بل تأملا في جدران المحطة العتيقة.
التدبير.. أما عن التدبير، فهو فن لم يتقنه المجلس الجماعي بعد، حيث يبدو أن الوعود أسهل في الإطلاق من البالونات في سماء المدينة، ولكنها لا تحلق بعيدا قبل أن تنفجر وتعود إلى الأرض.
المسافرون.. هم الأبطال الحقيقيون في هذه القصة، حيث يواجهون كل يوم مغامرات جديدة من النصب والاحتيال، ويتعلمون فنون البقاء في البرية الحضرية.
المجلس الجماعي.. يبدو أنهم في مأزق، فبين الوعود والتسيب، يجدون أنفسهم في لعبة شد الحبل، حيث الطرف الآخر هو الفوضى نفسها.
في النهاية، تبقى المحطة الطرقية بمكناس شاهدة على معضلة تتجاوز الزمان والمكان، وتنتظر اليوم الذي تتحول فيه من كونها غصة في حلق المسؤولين إلى جوهرة تزين عنق المدينة.
التعليقات مغلقة.