اعتداء مشين على صحفيين في مهرجان سيدي الطيبي… صمت الهيئات المهنية يثير الغضب

في حادث جديد يضرب صورة الفن والعمل الصحفي بالمغرب، أقدم مغنٍ شعبي مغمور، اعتاد الغناء في الكباريهات، على الاعتداء جسديا ولفظيا على أحد المصورين الصحفيين، وذلك عقب مشاركته في مهرجان سيدي الطيبي المنظم بمناسبة احتفالات عيد العرش المجيد.
السهرة التي أحياها هذا المغني كانت باهتة، ولم تحظ بإقبال جماهيري يذكر، على عكس الحضور الكثيف الذي عرفته سهرة الفنان عادل الميلودي. وبعد انتهاء العرض، اقترب منه عدد من الصحفيين لطلب تصريح حول مشاركته في هذه المناسبة الوطنية، ليفاجئ الجميع برد صادم، قائلا: “أنا الوحيد اللي ما كنخافش من الصحافة”. ثم توجه بلكمة مباشرة نحو أحد المصورين، استولى على هاتفه النقال، ولم يكتف بذلك بل بصق في وجهه أمام مرأى الحاضرين.
الواقعة، التي وثقتها عدسات الهواتف وانتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت استياءً عارماً وغضبا في الأوساط الإعلامية، وسط تساؤلات حادة عن صمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية واللجنة المؤقتة المكلفة بتسيير المجلس الوطني للصحافة.
تكرار هذه الاعتداءات، في ظل غياب مواقف صارمة وإجراءات ردع حقيقية، يعتبر إهانة صريحة للجسم الصحفي، وضربا لمصداقية العمل الإعلامي، ورسالة سلبية مفادها أن الصحفيين في المغرب يمكن أن يستباحوا دون محاسبة.
اليوم، أكثر من أي وقت مضى، ينتظر من الهيئات الوصية والسلطات المختصة التحرك بشكل عاجل، ليس فقط لإدانة هذا السلوك الأرعن، بل لاتخاذ إجراءات قانونية تحفظ كرامة الصحفيين وتضمن أمنهم أثناء أداء واجبهم المهني، حتى لا يتحول الصمت إلى تواطؤ، وتصبح حرية الصحافة مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي.
الصحفي أحمد البوحساني
التعليقات مغلقة.