النضال الديمقراطي وأفق التغيير
عندما نستحضر تاريخ النضال الديمقراطي نجد أنه غني بالأحداث والصراعات التي خاضتها القوى التقدمية التي تتمثل في الاطارات اليسارية المناضلة وخصوصا في مرحلة السبعينات الثمانينات والتسعينات عندما كان الصراع بين هذه القوى والنظام حول الأسس الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة ، خلف هذا الصراع شهداء ومعتقلين لكن السؤال المطروح هو ماذا وقع؟
الجواب هو أن الانتقال الديمقراطي الذي كان سنة 1999 كان انتقالا ديمقراطيا معطوبا وإن لم نقل عنه مغشوشا لأن من ساهم فيه وقع شيك على بياض دون أن يوقع تعاقد اجتماعي وهذا ما جعل الأحزاب السياسية التي وقعت على هذا الانتقال تعيش أزمة داخلية تنظيمية بسبب التهافت حول الغنيمة، لكن خلال سنة 2011 ستظهر لنا حركة شبابية سيقودها شباب متشبع بقيم التنوير والحداثة والديمقراطية هذه الحركة أطلق عليها حركة 20 فبراير وكانت تدعمها بعض الأحزاب اليسارية. المناضلة، فعلا رفعت هذه الحركة مطالب اجتماعية وفي عمقها تحمل مطالب سياسية لأنه لا يمكن الفصل بين ماهو اجتماعي وسياسي لكن للاسف اليسار لم يكن منظما بشكل قوي من أجل أن يقود هذا الحراك حتى يتحقق الانتقال الديمقراطي الحقيقي.
السؤال من استفاد من هذا الحراك؟ طبعا استفاد منه حزب العدالة والتنمية الذي معه عرف المشهد السياسي المغربي أزمة حقيقية تمثلت في الخطاب الشعبوي الذي كان زعيمهم يتقنه من أجل دغدغة مشاعر المواطنين ، وخلال هذه الفترة تم تمرير جميع القوانين التي كانت ضد المواطنين من بينها التعاقد، التقاعد، صندوق المقاصة… الخ اذا هذه الحكومة كانت خطأ في تاريخ المشهد السياسي المغربي .لكن السؤال المطروح هو ما العمل ؟
الجواب هو على الاطارات النقابية المناضلة الممانعة والإطارات السياسية المناضلة أن تشتغل على تقوية تنظيماتها وتعمل على تأطير مناضليها وتعمل بشكل متوازي على التنظيم والنضال من أجل أن تخوض معركة النضال الديمقراطي على الواجهتين الاجتماعية والسياسية .
الحوتة الحوسين
التعليقات مغلقة.