مكناس: مدينة العائلة الواحدة.. هل المستشارون يجمعون بين “الخدمة العامة” و”الخدمة العائلية”؟

739٬369

في مكناس، يبدو أن المناصب ليست فقط مسألة كفاءة أو انتخابات، بل هي أشبه بـ”إرث عائلي” تتداوله الأسر عبر الأجيال.

فمنذ أن استحوذ بعض المستشارين على مشهد التسيير المحلي، أصبحت المدينة تعيش على إيقاع توزيع المناصب كأنها كعكة عائلية.

من المثير أن ترى كيف يجمع المستشارون بين الاهتمام بمصالح العامة والحرص على ازدهار “العائلة الممتدة”، حيث أبناءهم وأقاربهم يحصدون “حصة الأسد” من المناصب بالشركات التي ترتبط مصالحها بجماعة مكناس.

إنه فن إدارة العائلة بامتياز، حيث يبدو أن الخبرة الإدارية تُورّث من الآباء إلى الأبناء…، في مسلسل لا ينتهي من “التوافق الأسري”.

ولا يتوقف الأمر عند ذلك؛ فالمدينة تحولت إلى “شركة عائلية” تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل حيث تكون العائلة الواحدة هي صاحبة القرار.

كل ما تحتاجه هو لقب عائلي مناسب لتجد نفسك في أحد المناصب، سواء كان ذلك في مجال النقل، النظافة، أو حتى المشاريع الكبرى.

قد يقول البعض إن هذه حالات “تنافي” يجب أن تُحاسب عليها الجهات المعنية، لكن من الواضح أن “الاستحقاق العائلي” هو القاعدة الجديدة في مكناس.

والأكثر إثارة للدهشة أن كل ذلك يتم تحت أنظار الجميع، في مشهد يجمع بين الكوميديا والدراما، حيث تصبح المصالح العامة في خدمة “المصلحة الخاصة”.

فهل ننتظر أن يتغير المشهد؟ أم أن مكناس ستظل مملكة العائلات المستشارة التي تعرف كيف توازن بين “الخدمة العامة” و”الواجب العائلي”؟

ملاحظة لها علاقة بما سبق.. مكناس، حيث التسيير العائلي هو القاعدة، والمصالح متوارثة كما توارثنا الألقاب.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد