مول الطاكسي بمكناس.. الإشارة فن التواصل الجديد

574٬330

في شوارع مكناس، حيث تنبض الحياة وتتحرك التفاصيل الصغيرة التي تصنع يومياتنا، قد تواجهك لحظة عبثية تُخلّف ضحكة أو تنهيدة عجز.

واحدة من هذه اللحظات هي عندما تلوح بيدك ل“مول الطاكسي الصغير”، فقط لتجد أنه يبادلك الإشارة بكل براءة، ثم يمضي في طريقه وكأنك دعوته لتحية صباحية وليس لركوب سيارته.

يا أخي العزيز، نحن لا نمارس تمارين الإحماء على حافة الطريق، ولا نسعى لفتح حوار حول أحوال الطقس.

نحن فقط نريد الصعود إلى السيارة والوصول إلى وجهتنا دون الحاجة لدروس في لغة الجسد أو تفنن في إشارات المرور العشوائية.

المشهد يتكرر كثيرا.. سيارات فارغة، أصحابها مشغولون بالاستعراض بدلا من العمل.

ربما ظن السائق أن تلك التحية السريعة تلبي حاجات الركاب أكثر من الرحلة نفسها.

أو ربما، وهو السيناريو الأكثر غرابة، اعتقد أننا جميعا شركاء في مسابقة “من يشير أفضل؟”.

لكن لا عجب، فقد صارت مكناس مدينة للظواهر غير المبررة.. حيث الطاكسيات تصافح الركاب دون نقلهم، والإشارات تتحول إلى رموز تواصل اجتماعي على أرض الواقع.

في النهاية، لن نستغرب إذا ظهرت يوما تطبيقات جديدة تقيم إشارات السائقين بدل خدماتهم.

الحل؟ ربما علينا رفع لافتة كتب عليها.. “يا مول الطاكسي، راني بغيت نركب، ماشي نسلم عليك”.

عمار الوافي – مواطن من مكناس

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد