مكناس مدينة “الإنجازات العكسية”.. صفر مشاريع، عتمة مضيئة، وكلاب سعيدة

865٬225

في مدينة مكناس، حيث تبدع الأغلبية “الهجينة” للمجلس الجماعي في تحقيق الإنجازات تلو الأخرى، يستمر مسلسل النجاحات الباهرة.. أحياء ناقصة التجهيز يتم اختيارها انتخابيا لتأهيل انتقائي (من باب المفاجآت لا أكثر)، مصابيح الإنارة العمومية تواصل أداءها المتميز في نشر العتمة، والمشاريع الاقتصادية تحقق إنجازا غير مسبوق في الوصول إلى «الصفر» الكامل غير القابل للقسمة.

لكن، وكعادة هذه الأغلبية المحظوظة، لا تتركنا نعيش على ذكريات الإنجازات القديمة فقط، فها هي تفاجئنا بإبداع جديد.. اجتياح الكلاب الضالة للشوارع بشكل لا يليق إلا بمدينة تحلم بنيل جائزة “أفضل بيئة صديقة للكلاب الشاردة”.

السكان، هؤلاء المزعجون بطبعهم، أصبحوا يعبرون عن قلقهم من أن يتحول هذا الاجتياح الكلابي إلى مهرجان سنوي للسعار، حيث لا ينقص المشهد إلا فرقة موسيقية تعزف أثناء العض.

وبينما الكلاب تسرح وتمرح في الشوارع وتلتقط صور “سيلفي” مع القمامة التي تزين الأزقة، تواصل الجهات المسؤولة هوايتها المفضلة.. النوم العميق أو انتظار من “يذكرها” بأنها فعلا مسؤولة عن شيء ما.

ربما هم مشغولون بإعداد خطة خمسينية للقضاء على الكلاب الضالة، تبدأ سنة 2100، على أبعد تقدير.

ساكنة مكناس، وللأسف الشديد، أصبحوا مضطرين للتطوع في شرح بديهيات النظافة والسلامة الصحية للسادة المسؤولين.. “عزيزي المسؤول، الكلاب الضالة خطر على السلامة الجسدية للمواطنين، شكرا على حسن التفهم (إذا وجد أصلا)”.

وهكذا، تستمر القصة.. مدينة تصفر في مشاريعها، تتوهج في الظلام، وتنبض حياة في شوارعها بفضل نشاط الكلاب الحرة.
أما الإنسان بمكناس، فله الله.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد