رقعة شطرنج سياسية بمكناس.. بلا ملك ولا خطة

بعدما تم تجريد “المتمردين” من عضويتهم في حزب التجمع الوطني للأحرار، وانسحب كا من الأستاذ الجامعي الحاج الساسيوي و الاستاذ الدجالي من المشهد وكأن شيئا لم يكن، وخرجت لبنى الطاهري من الأغلبية في هدوء يحسدها عليه كبار محترفي الانسحاب التكتيكي.
وجدنا أنفسنا أمام مشهد سياسي بمكناس يشبه رقعة شطرنج فقدت نصف قطعها.
وسط كل هذا، يبرز سؤال صغير بحجم قنبلة.. أين حزب الأصالة والمعاصرة؟ هل دخل في صفقة سرية مع رئيس جماعة مكناس؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فحبذا لو نعرف الثمن؛ أو على الأقل نطل على قائمة المقابل.. هل هي نيابة جديدة؟ رئاسة لجان؟ وعد غامض في أفق غامض؟ أم مجرد “طمطمة” سياسية على المقاس؟
نحن هنا لا نتهم، بل فقط نمارس هواية قديمة اسمها “طرح الأسئلة المزعجة”.
ولأننا في زمن أصبح فيه الصمت السياسي نوعا من البيان، فإننا ننتظر من قيادة حزب الأصالة والمعاصرة بمكناس أن توضح للرأي العام موقفها.. هل هي في الأغلبية الجماعية؟ في المعارضة؟ أم فقط في “وضعية انتظار” مثل بقية ساكنة مكناس الذين ينتظرون تنمية حقيقية منذ أن عرفوا معنى كلمة “برنامج”.
والأكيد أن المدينة – وهي التي كانت ذات يوم عاصمة المجد – أصبحت تعيش على إيقاع أغلبية هشة، متصدعة، تشتغل بعقلية “كم كسبت؟” بدل “ماذا أنجزت؟”. أما التنمية، فقد أصبحت هي الأخرى تستقيل يوميا أمام مرأى الجميع، مكتفية بدور المتفرج على مسرح العبث السياسي.
في انتظار التوضيح، نذكر فقط أن مكناس ليست ملعبا سياسيا خاصا لتصفية الحسابات الحزبية، بل مدينة تستحق أكثر من مجرد “تحالفات ليلية” وبلاغات نهارية لا تسمن ولا تغني من شوارع محفرة.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.