بين حرارة الصيف ومرارة التهميش.. أطفال حي “النزالة الرداية” بمكناس يغامرون بحياتهم في مياه واد الرداية

في قلب التهميش بمدينة مكناس، وتحديدا بحي “النزالة الرداية”، أكبر الأحياء الصفيحية بالمدينة، حيث تتجلى مظاهر التهميش في أبشع صورها، ويدفع الأطفال ثمن واقع اجتماعي واقتصادي قاسٍ، لا يرحم براءة طفولتهم ولا يحمي أحلامهم الصغيرة.
ومع اشتداد حرارة الصيف، لم يجد هؤلاء الصغار ملاذا يقيهم لهيب الشمس سوى مياه واد الرداية المجاورة، رغم ما تحمله من تلوث وأخطار محدقة.
في غياب مسابح عمومية أو مرافق ترفيهية آمنة، تحول الوادي، الذي لطالما ارتبط في أذهان السكان بالروائح الكريهة ومخلفات النفايات، إلى “مسبح شعبي” مفتوح للأطفال، يسبحون فيه دون أدنى شروط السلامة الصحية أو الحماية.
هذا المشهد المتكرر في صيف كل عام، يعكس حجم المعاناة التي يعيشها سكان الحي، والذي يضم آلاف الأسر التي تكدست داخل بيوت قصديرية تفتقر لأبسط شروط الكرامة الإنسانية.
ما يجري في “النزالة الرداية” ليس مجرد حادث عرضي، بل مشهد يعكس خللا بنيويا في العدالة المجالية وفي توزيع فرص العيش الكريم.
ولأن الأطفال هم أولى ضحاياه، فإن التدخل العاجل من طرف الجهات المسؤولة بات ضرورة ملحة، سواء من خلال تسريع برامج إعادة الإسكان، أو توفير بدائل ترفيهية آمنة، خاصة في فصل الصيف.
التعليقات مغلقة.