حلم السباحة في مكناس.. من حق مشروع إلى خيال موسمي

في مشهد يختلط فيه العرق بالدموع، يواصل سكان مدينة مكناس معركتهم اليومية ضد حرارة الصيف بأسلحة بدائية.. قنينات ماء مثلجة، مراوح صينية متهالكة، وذكريات قديمة عن مسابح كانت هنا ذات يوم.
ففي مدينة مليونية، لا يجد المواطن المكناسي البسيط متنفسا إلا في مسبح واحد يتيم “الى حلوه”، يذكرنا بمشهد طابور الخبز في زمن الأزمات(بمصر)، حيث يتزاحم فيه الكبير والصغير، السابح والغريق، المواطن والبعوض.
السادة المسؤولين المحترمين (جداً)، يبدو أنكم قررتم تطبيق مبدأ “الكثرة تغلب الشطارة” بشكل عكسي.. مسبح واحد يكفي للجميع، لماذا التبذير؟!
بينما تتوالى موجات الحرارة كأنها صفعات كونية على خد المدينة، يطالب السكان – بكل أدب وعرق – بفتح جميع المسابح العمومية المغلقة أو على الأقل الإعلان عن مكان وجودها في خرائط كنوز ضائعة.
أما كرامة المكناسي، فهي تغسل الآن بماء الشرب، أو تبرد بالمشروبات الغازية على قارعة الطريق، في انتظار أن يحن علينا أحد المسؤولين ويمنحنا بركة ماء أو حتى بركة وعد كاذب.
فهل تتحرك السباحة الجماعية من خانة الحلم إلى خانة “الحق المشروع”؟
أم سنظل نحسد السمك على حريته في التنقل بالماء دون ترخيص إداري؟
الجواب.. في الصيف المقبل.
إن شاء الله.
عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني
التعليقات مغلقة.