جماعة مكناس تعلن عن نفسها عبر “فيسبوك”.. مجلس بدون بوابة رسمية ولكن بعدة ناطقين رسميين وغير رسميين

في سابقة تقنية-سياسية-فيسبوكية، لا تزال جماعة مكناس تصر على خوض تجربة التسيير “عن بعد”، عبر صفحات شخصية، ومنشورات عشوائية، وتدوينات لا تخضع لا لهيكل إداري ولا لميثاق، إلا ما رحم رب الفيسبوك.
فرغم مرور الزمن وتطور الوسائل وتعدد المنصات، لا زالت جماعة مكناس ترفض بشدة -وبنجاح باهر!- إطلاق موقع رسمي أو صفحة موثوقة تتواصل من خلالها مع الساكنة.
والنتيجة؟ عشرات “الناطقين الرسميين”، وآخرين غير رسميين لكن يصرون على الحديث باسم الجماعة ومنهم من لا يفرق بين البلاغ الرسمي و”ستوري” القهوة الصباحية.
بات من المؤكد أن لدينا مكتب فيسبوكيا أكثر من كونه جماعة ترابية.
فعدد التدوينات التي يكتبها بعض أعضاء الأغلبية تفوق بكثير عدد المقررات التي يصوتون عليها، وكأننا أمام مؤثرين سياسيين لا يهمهم الإصلاح بقدر ما تهمهم التفاعلات و”اللايكات”.
يتحدثون، يصرحون، يوضحون، وينفون ثم يعودون لنفي النفي، ثم يشتبكون في التعليقات مع المواطنين، في مشاهد أقرب لبرنامج “الاتجاه المعاكس” منه إلى تسيير شؤون جماعة.
التواصل المؤسساتي الفعال ليس خيارا، بل ضرورة، لكنه للأسف غائب تماما عن جماعة قررت أن يكون حساب العضو هو البوابة، والواتساب هو منصة الشكايات، و”المنشن” هو وسيلة الضغط الشعبي.
فإن كانت هناك نية فعلية للإصلاح – و”إن” هذه تفيد الشك كما تعلمون – فالأولى بمكتب الجماعة أن يبدأ بوضع أسس تواصلية واضحة، يبدأ من موقع رسمي، وينتهي بقنوات موثوقة تحترم ذكاء المواطنين، وتكف عن تحويل الشأن المحلي إلى ستاند آب كوميدي فيسبوكي.
عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني
التعليقات مغلقة.