مكناس.. حيث تتحول رخصة إصلاح إلى جواز سفر لبناء “سبعة محلات”

في مدينة مكناس، التي كان يفترض أن تبقى عاصمة إسماعيلية تحفظ تاريخها وذاكرتها، صار كل شيء مباحا أمام أعين السلطة.
مشهد العبث يبدأ من رخصة “إصلاح” عادية، وينتهي بسبعة محلات تجارية تبنى بجوار سور مولاي إسماعيل، في منطقة يفترض أنها محمية من أي بناء.
هكذا، وبجرة قلم، يتحول المنع إلى سماح، والذاكرة إلى أطلال.
الطريف ـ أو المأساوي ـ أن الأمر يحدث أمام مرأى ومسمع الجميع.
لكن يبدو أن “المحظوظ” الذي نال الرخصة استطاع أن يحولها إلى تذكرة ذهبية لبناء ما يشاء، غير آبه لا بالقانون ولا بتاريخ مكناس.
القانون هنا لم يعد سوى “ديكور” يوضع على الرف ويستدعى فقط ضد الضعفاء.
الفضيحة الحقيقية أن هذا ليس مجرد تجاوز إداري، بل “مذبحة حضرية” ضد المدينة نفسها.
سور مولاي إسماعيل الذي قاوم قرونا من الزمن يواجه اليوم أكبر خطر.. تجاوز إداري يفتح الباب أمام تحويل الذاكرة إلى محلات، وحماية القانون إلى شعارات تضحك منها الجدران.
السؤال.. من يوقف هذه المهزلة قبل أن تصبح مكناس متحفا مفتوحا للخرق؟
مكناس، التي يفترض أن تكون “جوهرة التراث”، صارت مختبرا لتجارب العبث.. رخصة إصلاح تتحول إلى مشروع تجاري، ومنطقة محمية تتحول إلى غنيمة؛ أما المواطن البسيط؟ فعليه أن يكتفي بدور المتفرج على مسرحية ساخرة عنوانها.. “القانون للجميع إلا للبعض”.
عمار الوافي
مواطن مكناسي
فاعل سياسي ومدني
التعليقات مغلقة.