مكناس بلا تشوير.. حينما يترك المسؤولون المدينة “تمشي على العشوائية”
في مكناس، يبدو أن إشارات المرور أعلنت الهجرة الجماعية، تاركة السكان يواجهون مصيرهم وسط فوضى السير.
ممرات الراجلين محيت كأنها كانت “مشروعا انتخابيا من الماضي”، والعلامات الطرقية تبخرت مثل الوعود الرسمية.
أما المسؤولون، فيبدون مطمئنين فطالما سياراتهم تمر بـ”السير الجماعي”، فلا داعي للتشوير.
تجول في أحياء العاصمة الإسماعيلية وستظن أنك في تجربة قيادة حرة دون قواعد؛ “قف” و”ممنوع الوقوف” تحولت إلى مصطلحات أثرية لا يعرفها سوى التلاميذ في كتب التربية الطرقية.
المجلس الجماعي منشغل بالصور الفايسبوكية الدعائية أكثر من العلامات الطرقية، والإدارة التقنية ربما تعتقد أن “التشوير” نوع من الزينة التكميلية، لا أولوية حياة أو موت.
في ظل هذا الغياب، أصبحت الشوارع حلبة اختبار للأعصاب، والسائقون يدربون أنفسهم على فنون المراوغة اليومية.
أما المواطن البسيط، فصار يقطع الطريق وهو يتمتم.. “اللهم اجعلها سلامة”.
السؤال المؤلم.. هل ينتظر المنتخبون سقوط ضحايا أمام مقر الجماعة ليتذكروا أن التشوير ليس شعارا بل مسؤولية؟
مكناس اليوم لا تحتاج دراسة جديدة أو لجنة تفكير، بل تحتاج مسؤولين يفتحون أعينهم قبل أن يفتحوا فمهم في الاجتماعات.
فالمدينة تسير بلا إشارات، بلا رؤية، وبلا حياء سياسي.
إنها عاصمة الإسماعيلية ولكن بإدارة “عشوائية” تسير عكس الاتجاه، ومع ذلك لا أحد يجرؤ أن يقول لها: قف.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.