مكناس.. اعتداء خطير بآلة حادة داخل ثانوية يثير غضب هيئة التعليم
استفاق الرأي العام التربوي بمدينة مكناس على وقع صدمة جديدة، بعدما تعرض أستاذ مادة الفيزياء لاعتداء خطير داخل قسمه بآلة حادة أصيب على إثره بنزيف حاد على مستوى الرأس.
الحادث، الذي وقع مساء الأربعاء 3 دجنبر بثانوية الزيتون التأهيلية، أعاد إلى الواجهة نقاش العنف المدرسي ومظاهر الانفلات داخل المؤسسات التعليمية.
مصادر تربوية تؤكد أن ما حدث ليس مجرد واقعة معزولة، بل يأتي بعد أسبوع فقط من محاولة الاعتداء على أستاذ آخر، مما زاد من حالة التوتر والقلق داخل الوسط المدرسي.
شهدت المؤسسة نفسها قبل أيام حادثا مماثلا حين حاول تلميذان الاعتداء على أستاذ الفلسفة، وهو ما تطلب تدخل الشرطة بشكل عاجل.
ويرى الطاقم التربوي أن تفاقم هذه السلوكيات يرجع أساسا إلى الاكتظاظ المهول الذي تعرفه المؤسسة، بعد تحويلها إلى وجهة رئيسية لعدد من التلاميذ القادمين من روافد كان من المفترض أن تفتح بها ثانويات أخرى لا تزال الأشغال متوقفة فيها.
كما يشتكي الأساتذة من خصاص كبير في الأطر الإدارية وحراس الأمن، رغم مراسلات الإدارة وملتمسات جمعية الآباء، إضافة إلى قبول تلاميذ بقرارات مركزية لا تراعي توجيهات مجالس المؤسسة.
ويحمل عدد من الأساتذة جزءا من المسؤولية إلى غياب الصرامة في تفعيل العقوبات التأديبية، والاكتفاء بإجراءات بديلة لا تحقق الردع المطلوب، مما شجع – حسب تعبيرهم – على التمادي في السلوكيات العنيفة.
كما يزيد الوضع تعقيدا كون الثانوية تستقبل تلامذة من أحياء هامشية ودواوير تفتقر لبنى تعليمية كافية.
وفي ظل هذا المناخ، يخشى الطاقم التربوي من تكرار السيناريو نفسه، مطالبين المديرية الإقليمية بالتدخل العاجل لتقوية الموارد البشرية والأمنية، وتفعيل المجالس التربوية، وتعزيز الدوريات الأمنية بمحيط المؤسسة.
ويؤكد الأساتذة احتفاظهم بحقهم في خوض جميع الأشكال النضالية للدفاع عن كرامتهم وضمان سلامتهم المهنية.
التعليقات مغلقة.