المجلس الاقتصادي والاجتماعي يحذر من تسبب كورونا في اضطرابات نفسية وعقلية للمغاربة
حذر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من الاضطرابات النفسية والعقلية المصاحبة للأزمة الصحية التي يعيشها المغرب،بالإضافة لظهور أمراض أخرى غير فيروس كورونا.
وقال المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في دراسة حول الانعكاسات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا والسبل الممكنة لتجاوزها، إنه “ثمة تداعيات معينة مرتبطة بالإصابة ببعض الأمراض، ونقص التكفل بالأمراض الأخرى غير فيروس كوفيد19، سرعان ما ستظهر من قبيل أمراض القلب أو الأمراض العصبية والنفسية أو التليف الرئوي، وإن كانت المعطيات المتوفرة لحد الساعة لا تسعف في استخلاص استنتاجات واضحة بشأن التأثيرات المحتملة للحجر الصحي على المديين المتوسط والطويل”.
وأشار المجلس، إلى أن الاضطراب المفاجئ والدائم في إيقاع الحياة والعادات والعلاقات الاجتماعية، الناجم عن الحجر الصحي، له تداعيات على الصحة، مؤكدا على أن وضع الساكنة تحت الحجر الصحي غالبا ما يؤدي إلى تأثير نفسي سلبي كما خلصت إلى ذلك العديد من الدراسات التي تم إنجازها حول الموضوع.
وشددت الدراسة، على أن “الحجر الصحي يمكن أن يكون مصدرا للقلق والاكتئاب وحتى اضطراب ما بعد الصدمة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم وأولئك المجبرين على تقاسم مساكن ذات مساحة صغيرة مع عدة أشخاص”.
وفي تطرقها لنقطة التباعد الجسدي، أوضحت الدراسة، أن التباعد زاد من ارتفاع نسبة استعمال الأدوات الرقمية وتكنولوجيا العالم والتواصل، مشيرا إلى أنه أكثر من نصف المغاربة (51،5 في المائة)، خصصوا وقتا أكثر للوسائل الرقمية، كما أن متوسط المدة اليومية المخصصة للأشغال المنزليّة داخل البيت قد ارتفع بدوره، ويختلف بحسب الفئات، وتظل النساء في المناطق القروية الأكثر تأثرا بشكل عام أكثر من الفئات الأخرى.
وأضاف المصدر، أن الحجر الصحي زاد من انخراط الرجال في الأعمال المنزليّة بشكل أكبر من ذي قبل ، وبالأخص أولئك الذين لديهم مستوى تعليمي في عال.
وأكدت الدراسة، على أن ثلث المغاربة تقريبا، تأثروا بالحجر الصحي، حيث عانى 18 في المائة من انعدام الخصوصية وعدم الارتياح في ممارسة أنشطتهم اليومية كالعمل والدراسة والأشغال المنزلية، ولاسيما فئة الشباب، ناهيك عن تتبع تعليم الأطفال والمشاكل المالية، والذين كانا من بين مصادر توثر العلاقات الزوجية. بالإضافة إلى صعوبة التكييف مع المقتضيات التي يفرضها التباعد الجسدي، والتي تتطلب منهم إعادة النظر في أسلوب حياتهم داخل المجتمع ( الدعوات العائلية، الحضور الجماعي في مراسم الحداد..)، والتعود على الحد من الاتصال البشري قدر الإمكان.
التعليقات مغلقة.