صدامات عنيفة في إيران خلال إحياء أربعينية أشخاص قضوا في حملة القمع

3٬289

نظّم إيرانيون تحرّكات احتجاجية جديدة مع إحياء أربعينية أشخاص قتلوا في حملة القمع الدامية، وقد فتحت قوات الشرطة النار على محتجين عمدوا إلى رشق الحجارة خلال صدامات خارج طهران.

وتشهد إيران موجة احتجاجات من بين الأوسع منذ الثورة الإسلامية عام 1979 تفجرت اثر وفاة مهسا أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر عقب توقيفها لدى شرطة الأخلاق.

ورد النظام بقيادة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي (83 عاما) بحملة قمع أوقعت أكثر من 170 قتيلا وفق منظمة غير حكومية، ناهيك عن آلاف الموقوفين تم توجيه الاتهام لألف منهم.

ويواجه المتّهمون في حال إدانتهم عقوبات تصل إلى الإعدام، وفق نشطاء.

وفي حين لا ترد مؤشرات تدل على أن الحركة آخذة في الانحسار، تشكّل مراسم أربعينية القتلى مناسبات لانطلاق احتجاجات جديدة.

وأفادت منظّمة “حقوق الإنسان في إيران” ومقرّها النروج بمشاركة عدد من الأشخاص في كرج الواقعة إلى غرب طهران في أربعينية الناشطة حديث نجفي، التي يقول نشطاء إنها قتلت بيد عناصر من الشرطة في سبتمبر.

وقطعت الشرطة الطريق السريع المؤدي إلى المقبرة في محاولة لمنع حشد أكبر من المشاركة في المراسم، وفق ما أكدت المنظّمة غير الحكومية.

وأظهر فيديو نشرته المنظّمة مشاركين يهتفون “هذا العام هو عام الدم، السيد علي (خامنئي) سيُطاح به”.

ونشر موقع “تصوير 1500” صورا لحشود تجمّعت في كرج للمشاركة في مسيرة على طريق سريع وقد سجّلت صدامات بين المحتجين والشرطة.

وأفاد الموقع بأن قوات الأمن فتحت النار على محتجين. ونشر الموقع تسجيل فيديو يظهر عددا من المتظاهرين وهم يرشقون سيارة للشرطة بالحجارة، فيما عمد آخرون لإحراق مستوعبات نفايات ومركزا للشرطة.

وقتل عنصر في ميليشيا الباسيج شبه العسكرية وأصيب 10 شرطيين الخميس خلال مواجهات عنيفة مع متظاهرين غرب طهران، وفقا وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” التي أشارت إلى ان 500 شخص شاركوا في “أعمال الشغب” هذه.

وأوردت وكالة “فارس” أن العنصر البالغ 24 عاما تعرّض للطعن، وأشارت إلى أن جثّته كانت مرمية عارية على قارعة الطريق.

وبحسب “فارس” أجبر مهاجمون رجل دين على الترجل من سيارته وهددوه بالسلاح الأبيض.

ونظّمت مراسم ذكرى أربعين أخرى في عدد من المدن لا سيما أراك في وسط إيران حيث أفادت منظمة “حقوق الإنسان في إيران” بأن الحشود هتفت “حرية!” تكريما لمهرشاد شهيدي الذي قتل خلال قمع الاحتجاجات.

وفي أصفهان من المقرر أن تقام الجمعة أربعينية شيرين علي زاده (36 عاما) التي قتلت برصاصة أطلقها عنصر في الباسيج خلال تصويرها عملية قمع في شمال شرق إيران، وفق ما أكدت الباحثة المتخصصة بشؤون إيران في منظمة “العفو الدولية” راحة بحريني لوكالة فرانس برس.

وقالت بحريني إن السلطات حذّرت أقارب الضحايا من تنظيم مراسم الأربعيني خشية أن تتحول إلى تظاهرات.

كذلك أطلق كثر هتافات مناهضة للحكومة في مسيرة تكريمية لمهسا موكویی في فولادشار، في ضواحي مدينة أصفهان، وفق “تصوير 1500”.

– “لا رحمة” –

أفادت منظمة “هنكاو” للدفاع عن حقوق الإنسان ومقرها النروج، بأن سلسلة تظاهرات نُظّمت الأربعاء في مناطق كردية في شمال غرب إيران، مسقط رأس أميني، بما في ذلك سنندج التي تشهد احتجاجات كبرى.

وقتل في هذه المدينة بحسب المنظمة الشاب مؤمن زند كرمي البالغ 18 عاما بنيران قوات الأمن. لكن بضغط من قوات الأمن التي تخشى من أن تتحول هذه الجنازات إلى تظاهرات، تم نقل جثمانه إلى قرية أخرى ليدفن فيها.

في الأثناء أفادت “هنكاو” بأن الشرطة أوقفت والد قمار دارفتاده (16 عاما) الذي قالت إنه قتل برصاص القوات الحكومية في بيرانشهر في غرب إيران. وكان والد قمار دارفتاده قد وجّه انتقادات حادة لقوات الأمن واصفا إياها بأنها لا تبدي “أي رحمة”.

وبحسب “منظمة حقوق الإنسان في إيران” ومقرها أوسلو، قتل منذ 16 سبتمبر 176 شخصا في الحملة الأمنية ضد الاحتجاجات التي أثارتها وفاة أميني.

كما قُتل 101 شخص في موجة تظاهرات منفصلة في زاهدان في محافظة سيستان-بلوشستان (جنوب شرق)، على صلة باتّهام شرطي باغتصاب فتاة.

وبحسب المنظمة فإن 40 من القتلى أعمارهم أقل من 18 عاما.

وقالت وسائل إعلام حكومة الخميس إن مهاجمين ملثّمين قتلوا إمام مسجد زاهدان.

وتتهم السلطات الغرب بتأجيج هذه الحركة الاحتجاجية.

وبدأت السبت في طهران محاكمة خمسة رجال متّهمين بارتكاب مخالفات خلال التظاهرات تصل عقوباتها إلى الإعدام.

وندّد نشطاء بمحاكمات صورية، وقال هادي قائمي مدير “مركز حقوق الإنسان في إيران” ومقره نيويورك أن المحاكمات ترمي إلى “ترهيب الإيرانيين وإسكاتهم”.

– “بالإكراه” –

وتتّهم منظمات غير حكومية بانتظام إيران باللجوء إلى انتزاع اعترافات بالقوة يتم بثها في وسائل الإعلام الرسمي لاغراض الدعاية السياسية.

والأربعاء نشرت وكالة “إرنا” تسجيل فيديو قالت إنه يظهر مغني الراب توماج صالحي الذي أوقف بعدما أيد المتظاهرين.

ويظهر في الفيديو رجل موشوم يقول وهو معصوب العينين “أنا توماج صالحي. قلت إنني أخطأت”.

وأعربت مجموعة “المادة 19” الحقوقية عبر تويتر عن “انزعاجها الشديد من نشر وسائل إعلام حكومية إيرانية اعترافات قسرية لمغني الراب توماج صالحي أدلى بها تحت إكراه واضح”.

منذ 16 سبتمبر بلغ عدد الصحافيين الموقوفين 51 على الأقل، بحسب “لجنة حماية الصحافيين” ومقرها نيويورك. وتأكّد إطلاق سراح 14 منهم فقط بكفالة.

من جهته أكد رئيس السلطة القضائية في محافظة كردستان الإيرانية الخميس أن 85 بالمئة من المحتجزين الضالعين في “أعمال شغب” في المحافظ أفرج عنهم بكفالة.

وأصبح يغما فشخامي آخر صحافي حتى تاريخه يتم توقيفه، وفق ما أعلنت زوجته منى معافي على تويتر.

وتسود مخاوف متزايدة حول الوضع الصحي لحسين روناغي الناشط البارز في مجال حرية التعبير والكاتب في صحيفة “وول ستريت جورنال”، والذي اعتُقل بعد وقت قصير على بدء الاحتجاجات.

وتقول عائلته إنه بدأ “إضراباً عن الطعام وهو ليس بخير”، حسبما كتب شقيقه حسن على “تويتر” بعدما سُمح للناشط لقاء والدَيه.

والأربعاء أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مسؤولين أميركيين وسعوديين أن أجهزة الاستخبارات السعودية اكتشفت ان طهران تحضر لهجمات في السعودية والعراق لتحويل الانتباه عن الاضطرابات الجارية في ايران منذ أسابيع.

ورد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قائلا إن “جمهورية إيران الإسلامية التي ترتكز سياستها على الاحترام المتبادل والمبادئ الدولية، تواصل سياسة حسن الجوار التي تعتمدها”.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد