مكناس تنازع… والاغلبية في سبات سياسي عميق

865٬119

من قال إن سكان مكناس يهتمون بانعقاد دورات المجلس الجماعي أو بعدم انعقادها؟ ومن أقنع نفسه أن الاغلبية أو المعارضة، إن حضرت أو تغيبت، ستغير من الواقع شيئا؟

الواقع يا سادة أن سكان العاصمة الإسماعيلية لا ينتظرون من المايكروفونات شيئا.

في دورة ماي ـ التي انعقدت أو لم تنعقد، من يدري؟

كانت الآمال الكبيرة في أن تناقش المدينة، لا أن يناقش حولها.

لكن يبدو أن مكناس، كما هو حالها في السنوات الأخيرة، دخلت رسميا إلى نادي المدن التي يؤجل فيها الإصلاح حتى إشعار غير مسؤول.

البطالة تعشعش في الأحياء كما تعشش الطيور في غصن مهترئ، والبنية التحتية تحتاج إلى عملية إنعاش لا إلى صباغة على العجل.

الشوارع تحولت إلى مضمار تدريب مجاني للفرامل، والإنارة العمومية قررت الانضمام لحملة “اقتصاد الطاقة” بدون إذن مسبق، أما الحدائق، فقد هجرتها الورود وسكنتها القمامة.

وسط هذا المشهد البئيس، يظهر أن الحل لن يأتي لا من دورة ماي ولا من دورة الحياة السياسية كما نعرفها، بل من تنسيقيات مدنية حقيقية الاحياء، جادة، تعرف معنى الترافع لا التصفيق، وتؤمن بأن الإصلاح يبدأ من الميدان لا من محاضر تقرأ على عجل.

مكناس، يا سادة، لا تحتاج معارضة او أغلبية تغيب أو تحضر كضيف شرف، بل تحتاج من يرفع الهشاشة بالتخطيط، ويعارض العشوائية بالتنمية، وننتقل من الصمت الى الصراخ، لكن ليس داخل القاعة، بل في وجه الفساد أينما كان.

عمار الوافي

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد