مهرجان عيساوة.. لكل المواطنين الدعوة وللمقربين المقاعد

يبدو أن مهرجان عيساوة بمكناس لا يقتصر فقط على الموسيقى والطقوس الصوفية، بل يقدم عرضا موازيا أكثر تشويقا.. عرض “الكرسي لمن يملك العلاقات”.
فالمنصة ليست للجمهور كما يروج، بل لمن يعرف “فلان” أو تربطه قرابة بـ”علان”؛ أما من جاء فقط حبا في التراث، فمكانه خلف الحواجز في أحسن الأحوال.
ولأننا في عصر “تنظيم بمحرك العلاقات”، فقد بدا كل شيء محكما في البداية، قبل أن تنكشف الحقيقة.. مقاعد تحجز بالابتسامات المشفرة، وكلمة السر “راك عارف”.
أما العدالة الثقافية والتشارك؟ فقد تم وضعها على قائمة الانتظار، بانتظار من يشفع لها عند أصحاب القرار الاجتماعي.
وهكذا، نجح المهرجان في جمع الناس حول الفن، لكنه فشل في توزيع الكراسي بالعدل؛ وبين جمهور يتأمل “الفرجة من بعيد” ومنصة لا تعترف إلا بالمحظوظين، يبقى السؤال الكبير.. هل نحتاج لمنظم مهرجان، أم لوسيط اجتماعي بدرجة VIP؟
عمار الوافي
مواطن من مكناس
فاعل سياسي ومدني
التعليقات مغلقة.