صراع دامٍ في تندوف.. تجارة المخدرات والفساد يُلقيان بظلالهما القاتمة على المخيمات
تندوف، هي منطقة شاهدة على صراع مرير يُخيم على حياة الساكنة، حيث تتصارع عصابات تمتهن تجارة المخدرات والتهريب، مخلفة وراءها أثرا مروعا في نفوس المحتجزين في المخيمات. الرعب الذي يسود هذه المجتمعات يُضعف معاني الأمان والاستقرار، فالسكان يعيشون وسط تصاعد للتوترات والمواجهات المسلحة بين تلك العصابات، تحت غياب تام للأمن وتفشي للفساد.
يشهد المخيمون بشكل يومي على تصاعد المواجهات المسلحة بين تلك العصابات، حيث أصبحت هذه المواجهات جزءاً من حياتهم اليومية. في ظل غياب السلطات والقوى الأمنية، باتت هذه العصابات تنفذ أنشطتها بلا رادع، مما يزيد من خطورة الوضع ويثير مخاوف السكان. الأمور لم تقتصر فقط على تجارة المخدرات، بل امتدت إلى تورط كبار قيادات البوليساريو في بيع وتهريب تلك المواد المخدرة، مما يفتح الباب أمام تفشي الفساد والجريمة المنظمة.
من جهة أخرى، يُضاف إلى هذا الوضع الخطير تورط عناصر ميليشيات البوليساريو في سرقة الأغنام من كسابة الغنم، ما يزيد من معاناة السكان ويؤثر على استدامة مصادر رزقهم. الصراعات والاعتداءات تُلقي بظلالها القاتمة على حياة السكان، ما يشوه الأمن والسلام الذي ينبغي أن يسود في تلك المنطقة.
النظام الجزائري، الذي يقف بجانب ميليشيات البوليساريو، يثير تساؤلات كبيرة حول دوره في تلك الأحداث المؤلمة. فالتفرج البلا حراك والتجاهل الواضح لمعاناة السكان يعكسان تقصيراً في حماية حقوق الإنسان وضمان الأمان. الاستحقار والتعنيف واقع لا يُعقل، واستخدام العنف المتكرر والأسلحة يُفاقم الوضع ويُلحق أضرارا نفسية بالأطفال والنساء والشيوخ.
في الختام، يظل الوضع المتردي في مخيمات تندوف مصدر قلق دائم، حيث يسود الخوف والترقب بين السكان نتيجة الصراعات الدامية وانعدام الأمان. تأمين السكان وحمايتهم يتطلب تدخلًا فوريًا وجادًا من الجهات المعنية لوقف هذا الدوران الخطير وإعادة بناء الأمان والاستقرار إلى تلك المنطقة المنكوبة.
عمار الوافي
التعليقات مغلقة.